Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

استمرار قائد الملحقة الإدارية المسيرة الثانية (الانارة ) في شن الحملات ضد احتلال الملك العمومي … خطوات نحو استعادة النظام وتأمين الفضاءات العامة

ميلودة جامعي

في إطار الجهود المستمرة لتحسين المشهد الحضري وضمان انسيابية الحركة في الفضاءات العامة، قامت السلطات المحلية بمنطقة المسيرة الثالثة (الإنارة) التابعة لبشوية الحي الحسني  بمدينة مراكش بشن حملة مكثفة لتحرير الملك العمومي. وقد تم تنفيذ هذه الحملة بتوجيه مباشر من باشا المنطقة وتحت اشراف قائد الملحقة الإدارية المسيرة الثالثة، (الانارة) وبمشاركة أعوان السلطة والقوات المساعدة، بهدف تنظيم الفضاءات العامة التي تأثرت بشكل كبير بالاحتلال العشوائي من قِبل الباعة المتجولين.

تركزت الحملة على المناطق الحيوية في الأحياء السكنية التي تعاني من ظاهرة انتشار الباعة المتجولين بشكل مفرط، لا سيما منطقة الضحى وأبواب مراكش، إضافة إلى حي المسيرة 3 ومنطقة زهور تاركة. وتمثلت أهداف هذه الحملة في استعادة النظام داخل الأحياء السكنية وفتح الممرات العمومية التي كانت مغلقة جزئياً بسبب التوسع العشوائي الذي يُعطّل حركة المرور ويُسبّب ازدحاماً، بالإضافة إلى التخفيف من التلوث البصري والتخلص من العشوائية التي تؤثر على جمالية المدينة.

وبدأت عملية تحرير الملك العمومي يوم امس الاربعاء حيث تحركت فرق السلطة المحلية مدعومةً بعناصر من القوات المساعدة في نقاط تواجد الباعة المتجولين، وتم توجيه إنذارات شفهية ومكتوبة لهؤلاء الباعة. كما تم حجز عدد من العربات غير المرخصة والأكشاك المتنقلة التي تتسبب في احتلال الأرصفة والشوارع المخصصة للراجلين.

أبدى سكان هذه الأحياء تجاوباً كبيراً مع هذه الحملة، معربين عن ارتياحهم لجهود السلطات في إعادة ترتيب الفضاءات العامة. فقد أعرب العديد من السكان عن معاناتهم المستمرة من العشوائية الناتجة عن احتلال الأرصفة، مما أدى إلى تقييد حرية تنقلهم وصعوبة الوصول إلى المنازل والمتاجر، وأيضًا إلى المرافق العامة. وأكد السكان على ضرورة استمرارية هذه الجهود وعدم الاكتفاء بالحملات الموسمية، داعين إلى مراقبة دائمة وفرض عقوبات زجرية على المخالفين.

ورغم النجاح الأولي للحملة، تواجه السلطات المحلية تحديات عديدة للحفاظ على المكتسبات وضمان عدم عودة الظاهرة بشكل متكرر. فالعديد من الباعة المتجولين يعتمدون على هذه الأنشطة كمصدر رئيسي للرزق، مما يجعلهم يعودون أحياناً رغم المخاطر والعقوبات. ويدعو بعض الفاعلين في المجتمع المدني إلى ضرورة إيجاد حلول مستدامة تُراعي الجانب الاجتماعي لهؤلاء الباعة، من خلال تنظيم أماكن مرخصة تتناسب مع طبيعة نشاطهم التجاري، وتوفير بدائل قانونية تساعدهم في ممارسة تجارتهم بشكل منظم ومشروع.

تشير مصادر من داخل الملحقة الإدارية المسيرة الثالثة إلى أن هناك نية لإيجاد حلول دائمة للمشكلة، من بينها التفكير في إحداث فضاءات تجارية مؤقتة أو أسواق نموذجية يمكن لهؤلاء الباعة استغلالها، وذلك لتقنين أنشطتهم وضمان استفادة الجميع من الفضاء العام دون عرقلة. كما تم اقتراح تعزيز دوريات المراقبة للتصدي لأي محاولة لإعادة الاحتلال العشوائي للملك العمومي.

تبرز هذه الحملة على تحرير الملك العمومي في منطقة المسيرة الثالثة أهمية الدور الذي تلعبه السلطات المحلية في تحسين جودة الحياة للمواطنين وضمان تنظيم المدينة بالشكل الذي يحقق الرفاهية العامة. ومن خلال تكثيف مثل هذه الحملات واتخاذ خطوات عملية تضمن استمرارية النتائج، يمكن لمراكش أن تعزز صورتها كمدينة تتسم بالنظام والجمال، وتحافظ على جاذبيتها كمقصد سياحي وثقافي.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...