مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
وجه الملك محمد السادس، مساء اليوم السبت، خطابا ساميا إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، و اعتبر الملك محمد السادس أن المسيرة الخضراء التي نخلد اليوم، ذكراها الخامسة والأربعين تشكل نموذجا فريدا في التعبئة الجماعية، والالتزام والانضباط، والتشبث بالحق. و ذلك لاستجابة المغاربة، بكل تلقائية، ، لنداء الملك الحسن الثاني، الشيء الذي اعتبره الملك في خطابه إثباتا للعالم على قدرة الشعب المغربي على رفع التحديات، ودخول التاريخ، بمسيرة سلمية، التي تكللت باسترجاع الأقاليم الجنوبية.
و أكد الخطاب الملكي أن المسيرة الخضراء ليست مجرد حدث وطني بارز، في مسار استكمال الوحدة الترابية، بل هي كذلك مسيرة متجددة ومتواصلة، بالعمل على ترسيخ مغربية الصحراء، على الصعيد الدولي، وجعلها قاطرة للتنمية، على المستوى الإقليمي والقاري. مشيرا إلى أنها عرفت في السنوات الأخيرة تطورات ملموسة، على عدة مستويات : فعلى مستوى الأمم المتحدة : فقد أقبرت القرارات الأخيرة لمجلس الأمن، المقاربات والأطروحات المتجاوزة وغير الواقعية، الشيء الذي اعتبره الخطاب تأكيدا على المشاركة الفعلية للأطراف المعنية الحقيقية، في هذا النزاع الإقليمي؛ و ترسيخ بشكل لا رجعة فيه، الحل السياسي، الذي يقوم على الواقعية والتوافق.، الذي يعتبر انسجاما مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي أوضح الخطاب على أنها تحظى بدعم مجلس الأمن، والقوى الكبرى، باعتبارها الخيار الطبيعي الوحيد لتسوية هذا النزاع.
و من جهة أخرى أوضح الخطاب التطورات على مستوى الاتحاد الإفريقي : حيث أشار إلى تخلص هذه المنظمة، بفضل رجوع المغرب إلى بيته الإفريقي، من المناورات التي كانت ضحيتها لعدة سنوات. وأصبحت تعتمد على مقاربة بناءة، يضيف الخطاب انها تقوم على تقديم الدعم الكامل، للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، بشكل حصري، من خلال أمينها العام ومجلس الأمن.
أما بالنسبة للتطورات على المستوى القانوني والدبلوماسي، أشار البلاغ إلى فتح عدة دول شقيقة، قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة؛ ما اعتبره اعتراف واضح وصريح بمغربية الصحراء، وتعبيرا عن ثقتها في الأمن والاستقرار والرخاء، الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية، في الوقت الذي ترفض الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي، الانسياق وراء نزوعات الأطراف الأخرى. معانا أن عدد الدول، التي لا تعترف بالكيان الوهمي بلغ 163 دولة، أي 85% من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، حيث تعزز هذا التوجه باعتماد القوى الدولية الكبرى لمواقف بناءة، ومنها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية، تشمل دون تحفظ أو استثناء، الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لايتجزأ من التراب المغربي.
و نبه الخطاب الملكي إلى أنه استنادا إلى هذه المكتسبات، يؤكد المغرب التزامه الصادق، بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي. مؤكدا أن المغرب سيظل ثابتا في مواقفه، ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة. كما أكد رفض المغرب القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة، مضيف أن المغرب سيبقى كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية.
و تابع الخطاب الملكي أن المغرب واثق بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة.،مؤكدا التزامه بترسيخ مغربية الصحراء، على الصعيد الدولي، لايعادله إلا العمل المتواصل، على جعلها قاطرة للتنمية، على المستوى الإقليمي والقاري. واستكمالا للمشاريع الكبرى، التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، حيث أشار أن الوقت حان لاستثمار المؤهلات الكثيرة، التي يزخر بها مجال المملكة البحري.
و ارتباط بذلك فقد اشار الخطاب إلى استكمال المغرب خلال هذه السنة، ترسيم مجالاته البحرية، بجمعها في إطار منظومة القانون المغربي، في التزام بمبادئ القانون الدولي. وسيظل ملتزما بالحوار مع جارته إسبانيا، بخصوص أماكن التداخل بين المياه الإقليمية للبلدين الصديقين، في إطار قانون البحار، واحترام الشراكة التي تجمعهما، وبعيدا عن فرض الأمر الواقع من جانب واحد. فتوضيح نطاق وحدود المجالات البحرية، الواقعة تحت سيادة المملكة، سيدعم المخطط، الرامي إلى تعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية. وانطلاقا من هذه الرؤية، ستكون الواجهة الأطلسية، بجنوب المملكة، قبالة الصحراء المغربية، واجهة بحرية للتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي. فإضافة إلى ميناء طنجة -المتوسط، الذي يحتل مركز الصدارة، بين موانئ إفريقيا، سيساهم ميناء الداخلة الأطلسي، في تعزيز هذا التوجه.
و أكد الخطاب الملكي على مواصلة العمل على تطوير اقتصاد بحري حقيقي، بهذه الأقاليم التي أشار إلى أنها اقاليم عزيزة، لما تتوفر عليه، في برها وبحرها، من موارد وإمكانات، كفيلة بجعلها جسرا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، مشيرا إلى وجوب تعيين الاستثمار في المجالات البحرية، سواء تعلق الأمر بتحلية ماء البحر، أو بالطاقات المتجددة، عبر استغلال مولدات الطاقة الريحية، وطاقة التيارات البحرية. وبموازاة ذلك، أكد على وجوب مواصلة النهوض بقطاع الصيد البحري، لدوره في النهوض باقتصاد المنطقة، وإعطاء دفعة جديدة، للمخطط الأزرق، تجعل منه دعامة استراتيجية، لتنشيط القطاع السياحي بها، وتحويلها إلى وجهة حقيقية للسياحة الشاطئية.
و اعتبر الخطاب الملكي أن الوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد، يتطلب من جميع المغاربة، مواصلة التعبئة واليقظة، والعمل الجاد والمسؤول، لرفع التحديات الداخلية والخارجية، و تابع أن عليهم جميعا استحضار هذه الروح، وهذه القيم، لمواصلة إنجاز المشاريع، التنموية والاجتماعية، والدفاع عن مصالحهم وقضاياهم العادلة، وتعزيز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي والدولي.
و بمناسبة الذكرى الخامسة و الأربعين للمسيرة الخضراء ترحم الملك محمد السادس في خطابه على أرواح شهداء المغرب و وجه تحية تقدير لكل مكونات القوات المسلحة الملكية، والقوات الأمنية، لتجندها الدائم، تحت قيادته، لصيانة وحدة الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.