Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

صحافة النصب والابتزاز…معاناة نفسية تحاضر في أخلاقيات المهنة من طرف موقع اعلامي 

ابراهيم افندي

في ظل الانفتاح الإعلامي الكبير الذي نعيشه اليوم، بات من الصعب التمييز بين الصحافة المهنية والأخرى التي تسعى للربح السريع على حساب سمعة الأشخاص والمؤسسات. وفي هذا السياق، ظهر مؤخراً موقع إلكتروني يثير الكثير من الجدل حول ممارساته الصحفية المشبوهة، حيث يعمد إلى تبخيس المجهودات الأمنية في مدينة مراكش، ويكاد لا يمر يوم دون أن يظهر مقال جديد يهاجم فيه مؤسسة الأمن الوطني. والمثير للدهشة أن هذا الموقع يبدو كأنه منصة شخصية لمؤلفه الذي يفرغ من خلالها حقده الدفين ومرضه النفسي، مستهدفاً بالخصوص مؤسسة الأمن الوطني التي يبدو أنه يكن لها عداء غير مبرر.

من الواضح أن صاحب الموقع كان قد حاول في الماضي الالتحاق بسلك الشرطة، لكنه مُنع من ذلك بسبب مشكلات نفسية تم تشخيصها من طرف مؤسسات مختصة،  ومنذ تلك اللحظة، أصبح يوجه سهام النقد والهجوم تجاه كل ما يتعلق بالأمن  الوطني المغربي. بما في ذلك الصحافة المهنية التي تحترم أخلاقيات المهنة. بدلاً من تقديم تقارير موضوعية تساهم في تحسين الواقع الأمني، يختار هذا الموقع أسلوب التشويه والكذب، وهو ما أدى إلى تزايد الشكاوى ضده من مختلف الهيئات والمؤسسات، بما في ذلك ولاية مراكش آسفي.

هذا الهجوم لا يبدو عشوائيًا أو مجرد خلاف مهني، بل يكشف عن دوافع شخصية تتجاوز المجال الصحفي، حيث يظهر أن صاحب الموقع متورط في سلسلة من الفضائح التي لا تتعلق فقط بمقالاته المشبوهة، بل تشمل أيضاً قضايا ابتزاز كان هو بطلها. فقد تم ربطه في وقت سابق بملف “حمزة مون بيبي”، وهو أحد الملفات الشهيرة التي تتعلق بابتزاز شخصيات معروفة، وكان صاحب الموقع موضوع متابعة قضائية في العديد من القضايا الأخرى. رغم أنه تم الإفراج عنه بكفالة بعد تنازل المشتكي في أحد القضايا، فإن ذلك لم يمنع من تكثيف الحملات الإعلامية التي يروج لها عبر موقعه الإلكتروني.

وما يثير الاستغراب هو محاولته المستمرة للنيل من المواقع الإعلامية المهنية التي تتناول قضايا الأمن بشكل مهني وموضوعي. بينما يظهر هو كأنه يمتهن الابتزاز على مستوى آخر، حيث يختار استهداف الصحفيين والصحفيات الذين يلتزمون بمبادئ العمل الصحفي الحرفي في تغطية الأخبار الأمنية، تاركاً المجال مفتوحاً لنظريات المؤامرة والتحريف المغرض للحقائق.

جدير بالذكر أن صاحب الموقع لم يقتصر نشاطه في الصحافة الإلكترونية، بل توسع إلى الإعلام المرئي، حيث شارك في برامج تلفزيونية مختصة في مواضيع الابتزاز. وفي إحدى حلقات برنامج مثير للجدل، تناول موضوع “أباطرة الملاهي الليلية” في مراكش، بعد أن حصل على إشعار دعائي من إحدى المؤسسات السياحية، مما يثير تساؤلات حول أهدافه الحقيقية وأجنداته الشخصية التي قد تكون متورطة في صفقات مشبوهة.

إذن، هذه القضية تثير العديد من التساؤلات حول المعايير الأخلاقية في الصحافة المغربية، وكيف يمكن لموقع إلكتروني متورط في القضايا الجنائية أن يواصل نشر مقالات تهاجم المؤسسات الوطنية وتستهدف الصحفيين الذين يلتزمون بالموضوعية. وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي الأخلاقي في مجال الإعلام وتطوير قوانين صارمة تحاسب كل من يمتهن الابتزاز الصحفي أو يتاجر بالأخبار لأغراض شخصية ضارة.

تتطلب المرحلة الحالية تحليلاً عميقًا من قبل الهيئات المعنية، مثل النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لمواجهة مثل هذه الظواهر، والحفاظ على سمعة الصحافة المغربية وحقوق المواطن في الحصول على المعلومة الدقيقة والمهنية.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...