مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
تحظى زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية باهتمام واسع، نظراً لما تحمله من أبعاد ثقافية وسياسية تعكس متانة العلاقات بين البلدين. في خطوة ذات رمزية كبيرة، ظهرت الوزيرة الفرنسية مرتدية الزي الصحراوي التقليدي، وهو ما يعكس احترامها للثقافة المحلية وتقديرها للهوية الصحراوية المغربية. وقد رافقها في هذه الزيارة وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد، حيث شملت جولتهما مدن العيون، طرفاية، والداخلة، التي تمثل مراكز حيوية للنشاط الثقافي والاقتصادي في المنطقة.
تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون بين الرباط وباريس في المجالات الثقافية والإبداعية، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بالحفاظ على التراث المشترك وتطوير الصناعات الثقافية. كما أنها تأتي في سياق الدينامية الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، حيث تعد الثقافة جسراً مهماً لتعزيز التقارب والتفاهم بين الشعوب.
وتحمل هذه الزيارة بُعداً سياسياً لا يقل أهمية عن بعدها الثقافي، إذ تأتي في ظل اعتراف متزايد بالأقاليم الجنوبية كمركز استراتيجي للتنمية والاستقرار في المنطقة. وتشكل هذه الزيارة أيضاً فرصة لإبراز الجهود المغربية في تنمية الأقاليم الجنوبية، من خلال مشاريع ثقافية واقتصادية تعزز مكانتها كجسر بين إفريقيا وأوروبا.
ويعكس الحضور الفرنسي في هذه المناطق دعماً لمختلف المبادرات التنموية التي تشهدها الصحراء المغربية، في وقت تواصل فيه المملكة نهجها القائم على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والثقافة، لجعل هذه الأقاليم نموذجاً للتنمية المستدامة. كما تعكس زيارة داتي انفتاح فرنسا على دعم التعاون الثقافي مع المغرب، باعتباره شريكاً استراتيجياً وحليفاً رئيسياً في المنطقة.
في النهاية، تؤكد هذه الزيارة أن الثقافة يمكن أن تكون أداة فعالة لتعزيز الدبلوماسية، وترسيخ العلاقات الثنائية بين الدول، بعيداً عن الخطابات السياسية التقليدية. كما أنها تشكل رسالة واضحة حول أهمية الأقاليم الجنوبية في المشهد الثقافي والدبلوماسي، ليس فقط على المستوى الوطني، بل أيضاً في إطار العلاقات الدولية.