مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
أمال اغزافي
يأتي الدخول المدرسي كل عام لنعيد شريط الذكريات من جديد، وفي فترة الدخول المدرسي تعترينا هذه الذكريات تذهبُ بنا لعالم جميل نتذكّر فيه أجمل اللحظات، تلك اللحظات الجميلة والرائعة ذكريات الطفولة مع المدرسة .
كنا نتهيأ للدخول المدرسي كأنه يوم العيد فرحين بأننا سنذهب إلى المدرسة بعد ما قضينا عطلتنا الصيفية في أحد القرى مع العائلة، كانت الحياة تختلف ولها طعم جميل ومميز ، ومدى تأثيرها علينا بشكل ايجابي ، فنعيش بذكريات مضت لكنها ما زالت تنبض بالحياة.
حيث اضحى الدخول المدرسي مرحلة مهمة من حياتنا، ففي المدرسة قضينا أجمل ايامنا وصنعنا منها أجمل الذكريات .
فعند الصباح الباكر نستيقظ وتجهزنا أمهاتنا بملابس نظيفة بسيطة لكنها جميلة، وتمشط شعرنا ، وتعطينا ورقة بيضاء قطعتها من دفتر قديم وقلم أزرق ونقوم بطي تلك الورقة ويتم شد جزء منها بسدادة قلم أزرق؛ وتأتي صديقاتي من ورائي لنذهب إلى المدرسة مع اننا كنا صغارا وكانت امهاتنا لا تصطحبنا الى المدرسة ، كنا ندهب ونتقاسم اطراف الحديث عما فعلناه في العطلة واين سافرنا ومع من سافرنا ،الحياة كانت مختلفة تماما عما نحن عليه اليوم، حيث كان الذهاب الى المدرسة يختلف تماما لما هو عليه الآن .
فعند ذهابنا للمدرسة نجد المدير وحارس المدرسة يستقبلن التلاميذ على باب المدرسة ونحن نرتدي اللباس المدرسي ( الوِزْرَة باللون الابيض) ، وقبل الدخول الى المدرسة تقوم مدرستنا بعمل الطابور، الذي ينتظم فيه التلاميذ صفاً واحداً، وبعدها ندخل الى القسم واحد تلوى الاخر، ونجلس في طاولتنا كل مع صديقه وصديقته ،وبعدها يدخل المعلم ويعرفنا على نفسه ويبدأ بالتعرف علينا كل بإسمه ، ويتحدث معنا قليلا عن المدرسة وأهمية المدرسة وتحصيل العلم والمعرفة ، وإحترام المعلم ، وبعد اكمال وقت التعرف على المعلم والتلاميذ تأتي لحظة كتابة الادوات المدرسية التي كانت بسيطة وغير معقدة ونحن بدورنا نطلع الورقة المطوية التي اعطتها لنا امي المشدودة بسدادة القلم الازرق ونكتب كل الادوات من كتب ودفاتر ، ونعيد طي تلك الورقة من اجل ان نعطيها لابائنا من اجل شراء الادوات ، حتى الادوات كانت تقريبا كل التلاميذ يحملنا نفس الادوات والالوان ، لم يكن هناك اختلاف لم نحس يوما ما ان هناك تلميذا اكثر منا مستوى او شأنا ،كلنا سواسية في جميع الاشياء التي كانت تجمعنا في المدرسة.
فتأتي اللحظة التي كنا ننتظرها وهي تناول الطعام في مطعم المدرسة؛ فكنا نتسابق عليه في الفسحة من اجل ان نجلس ونأكل والمشاغب فينا من يخبأ كسرة خبزه ويطلب الاخرى ويقول على انه لم يتمكن من اخدها وسط ضحكات مبعثرة وثرثرة لطيفة، كانت الأجواء يسودها الحب والراحة البال ، لم ندرك حينها للحزن سبيلاً ولا كنا نعرف بالفقد غافلٌ عمّا تخبّئُه له الأيّامُ، ذكريات بسيطة وجميلة لن يعيدها الزمن كما كانت ، حتى من يعيشون هذه اللحظات الان من الدخول المدرسي شعورهم ليس كالشعور الدي عشناه في ذلك الوقت، تشعر ان زمانهم ليس بزماننا وأن حياتهم ليست بحياتنا لأن حياتهم غيرتها التكنولوجيا .
دون ان ننسى حصة العاب التي نلعبها في فناء المدرسة العابا متنوعة بسيطة لا تكنولوجيا فيها أو غير ذلك من الأمور المتكلفة، وكانت الأمور بسيطة للغاية، ولكنها كانت جميلة، جميلة الى حد إنها تبكينا، فكنا نلهى في فناء المدرسة، نلعب بالكرة أو بالورقة والقلم أو نرسم المربعات ونلهوا ببسطاتنا وعفويتنا الطفولية .
فدكريات المدرسة تزور ذاكرتي كل ما اقترب وقت الدخول المدرسة وفتحت المدرسة ابوابها فأرى ذلك الإختلاف واستعيد شريط الذكريات امام عيني بكل حب وحنين لها عندما كانت قيمة المدرسة اكبر من الأن وكان العلم هو هدفنا رغم قلة الامكانيات ،وكان علينا ان ندرس لنتخرج ونكون مثل معلمنا في المدرسة لانه هو القدوة الحقيقية لنا ، فاحلامنا كانت بسيطة وجميلة .
لا مجال للمقارنة بين ذكريات المدرسة بين الماضي والحاضر ، لان التطور الذي عرفه المجتمع والطفل عموما غيرت معالم الذكريات وطغت عليها التكنولوجيا وافسدتها ، مما ادى الى اختلاف كبير بين الماضي والحاضر .