Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

التقارب المغربي-الموريتاني يعمّق عزلة الجزائر

تشهد العلاقات بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية تحولات استراتيجية لافتة أثارت قلق الجزائر، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى المغرب، حيث استقبله الملك محمد السادس بحفاوة كبيرة. أسفرت هذه الزيارة عن توقيع اتفاقيات تعاون استراتيجية لتعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين.

ردّ الجزائر على هذا التقارب لم يتأخر، إذ أقالت سفيرها لدى نواكشوط، محمد بن عتو، وعينت أمين عبد الرحمن صايد خلفًا له، في خطوة توحي بعدم رضاها عن تطور العلاقات المغربية-الموريتانية. تقارير إعلامية موريتانية، منها صحيفة “الأنباء الموريتانية”، أشارت إلى حالة فتور متزايدة بين الجزائر ونواكشوط، ترجمتها انقطاعات في التواصل الدبلوماسي.

في تصعيد ميداني، أثار توغل دورية للجيش الجزائري لمسافة 8 كيلومترات داخل الأراضي الموريتانية موجة استياء، حيث بررت الجزائر الخطوة بملاحقة إرهابيين ومهربين. هذا التبرير لم يقنع الجانب الموريتاني الذي اعتبره تعديًا على سيادته.

على صعيد داخلي، أعلن الرئيس الغزواني عن تغييرات جذرية في القيادة العسكرية والأمنية، تضمنت تعيين محمد فال ولد الرايس قائدًا لأركان الجيوش، في خطوة تُظهر رغبة نواكشوط في تعزيز سيطرتها الأمنية وتحصين سيادتها.

زيارة الغزواني إلى الرباط ركزت على تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية في إفريقيا، مؤكدة على رغبة البلدين في مواجهة التحديات المشتركة عبر شراكة متينة. هذا التقارب بات يمثل ضربة لمحاولات الجزائر الحيلولة دون تكامل موريتانيا مع المغرب.

محللون يرون أن هذه المستجدات تدفع الجزائر لإعادة صياغة استراتيجيتها الإقليمية، حيث تعكس التحولات الراهنة عمق التحالف المغربي-الموريتاني، الذي أصبح ركيزة جديدة تزعزع طموحات الجزائر في الحفاظ على نفوذها الإقليمي.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...