تستعد قناة تمازيغت لإطلاق مسلسلها الدرامي الجديد “بويذونان” خلال شهر رمضان المقبل، وهو عمل تلفزيوني يحمل في طياته مزيجًا من التشويق والإثارة، مستندًا إلى سيناريو محكم من كتابة محمد بوزكو وإخراج طارق الإدريسي. في ثلاثين حلقة، سيجد المشاهد نفسه أمام حبكة متشابكة تحاكي الواقع، تتخللها عناصر الغموض، الدسائس، التزوير، المؤامرات، الاغتصاب، الحب، والخيانة، ما يجعل العمل يقترب أكثر من لون “الدراما السوداء” التي تعكس الجانب المظلم من المجتمع.
ما يميز “بويذونان” أنه لا يكتفي بكونه عملاً درامياً اعتيادياً، بل يتخذ منحى جريئًا، متوغلاً في قضايا لم يسبق أن طُرحت بهذه الجرأة على الشاشة الأمازيغية. فهو يفتح الستار على واحد من أكثر الملفات حساسية في منطقة الريف، حيث يفضح تلاعبات مافيا العقار، الاستيلاء غير المشروع على الممتلكات، تزوير الوثائق الرسمية، الهجرة السرية، تجارة المخدرات، والاتجار بالبشر. إنها مواضيع تُنقل عادة عبر التقارير الصحفية أو الأحاديث الجانبية، لكن هذه المرة، يتم تقديمها في قالب درامي يهدف إلى تحريك المياه الراكدة، ليس فقط لإثارة التشويق، بل لخلق وعي جماعي حول آليات الفساد المتغلغلة في المجتمع.
الرهان هنا لا يكمن فقط في نقل قصة درامية مثيرة، بل في مدى قدرة العمل على ملامسة الواقع بشكل مقنع دون الوقوع في فخ الاستسهال أو الإثارة المجانية. فهل سينجح “بويذونان” في الحفاظ على هذا التوازن الدقيق بين الترفيه وكشف الحقائق؟ وهل سيتمكن من كسب ثقة الجمهور من خلال طرح جاد لقضايا مسكوت عنها؟ رمضان سيكون الفيصل في ذلك.