هل؟ العائد السياسي أصبح أهم من المواطن نفسه: الغياب الجماعي كاد أن يؤجل دورة أكتوبر بجماعة الدراركة:
شارك
تعد الدورة العادية لشهر أكتوبر بجماعة الدراركة مثالًا حيًا على التحديات التي تواجه الإدارة المحلية في ظل الصراعات السياسية والمصالح الشخصية التي تطغى على مصلحة المواطن. ففي هذه الدورة، كاد الغياب الجماعي لأكثر من 12 عضوًا من المجلس أن يؤدي إلى تأجيل الجلسة بشكل كامل، لولا أن المعارضة، بدعمها النصاب القانوني، مكنت رئيس المجلس من عقد الجلسة في موعدها وتم التصويت على جميع النقاط المدرجة بالأغلبية.
لكن السؤال الأهم هنا: ما سبب هذا الغياب غير المبرر؟ وهل هناك خلفيات سياسية تحرك الأعضاء نحو هذا القرار؟ أم أن هناك تضارب مصالح لا نراه في العلن؟ لقد تداولت بعض الشخصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي معلومات عن هذا الغياب قبل موعد الدورة، مما يثير التساؤلات حول من يزود هذه الشخصيات بمعلومات داخلية، وهل يوجد تآمر ضد رئيس المجلس؟ أم أن المسألة مرتبطة بتضارب مصالح؟
تعد جماعة الدراركة من المناطق التي تحتاج إلى سياسيين متمكنين، يتمتعون بالغيرة الوطنية الحقيقية للنهوض بالمنطقة وتحقيق التنمية المنشودة. فالجماعة تواجه تحديات كبيرة في مجال التنمية المحلية، التي تحتاج إلى عقول واعية وقادة يضعون مصلحة المواطن فوق كل اعتبار. ولكن للأسف، يبدو أن بعض السياسيين يفضلون الاهتمام بمصالحهم الشخصية على حساب تطلعات المواطنين.
على ساكنة الدراركة أن تكون أكثر وعيًا عند اختيار من يمثلهم في المجالس المحلية، خاصة أن المشهد السياسي يعج بشخصيات تجيد اللعب بالكلمات خلال الحملات الانتخابية، ولكنها تفتقر إلى الفعل عندما تحين ساعة العمل الحقيقي. كما أن المجتمع المدني يجب أن يلعب دورًا رقابيًا أكثر فعالية، في متابعة الشؤون المحلية والمساهمة في كشف التجاوزات والممارسات التي تضر بالمصلحة العامة.
هذا و يبقى الوضع في جماعة الدراركة جزءًا من الصورة العامة للسياسة المحلية في العديد من المناطق، حيث تتشابك المصالح الشخصية مع القضايا التنموية، مما يؤدي إلى تأخر عجلة التنمية ويؤثر سلبًا على حياة المواطنين.