مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
في أول لقاء له، بعد المؤتمر الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، أكد صلاح الدين أبوالغالي،عضوالقيادة الثلاثية لنفس الحزب،في لقاء تواصلي بالرحامنة، يوم السبت 9 مارس2024، أن برنامج العمل الذي ستعرضه القيادة الجماعية للأمانة العامة خلال الأيام المقبلة يوضح استراتيجيتها في تعزيز مكانة المناضلين واستقطاب المناضلين الجدد، من خلال إقناعهم بتبني الأفكار والمبادئ الأصيلة والمعاصرة لحزب الأصالة والمعاصرة. هذه الاستراتيجية ليست عبارة عن تفكير عابر، بل هي نتاج خارطة الطريق السياسية التي أعدها الحزب بعناية ومن تحليل عميق للأطراف الرئيسية في التشكيلة السياسية.كما قال أن الهدف الذي يتطلع إليه الحزب ليس هدفا عاديا، بل هو هدف طموح يتمثل في تأسيس نهج جديد يعزز الروابط والرؤية حول علاقة الحزب بالهيئات المنتخبة، والأمانات الإقليمية، والمجلس الوطني، والهيئات الموازية، والهياكل الداخلية، والأعضاء الجدد. كما أنه أيضا، لن يكون هذا الهدف ممكنا دون السعي الحثيث لإعادة توجيه مشروع الحزب السياسي، جذب الموارد، ضمان التنسيق والتماسك الداخلي، واستقطاب أعضاء جدد، فضلاً عن توعية الشباب والابتكار في المجال السياسي.
وفي هذا السياق، يؤكد أبو الغالي عن إعادة النظر في الرؤية السياسية والفلسفية لحزب الأصالة والمعاصرة وتحديثها، بما يتناسب مع روح حركة لكل الديموقراطيين وتطلعات المغرب المستقبلية. لا يتعلق الأمر هنا،كما يقول، بمجرد تغيير سطحي، بل بتحول جذري يتوافق مع الزمن ويستجيب لتطلعات شعبنا. كما سيسعى برنامج عمل الحزب إلى تعزيز المشاركة الشعبية في الحزب، فلا يمكن أن نحصل على تقدم وتطور من دون مشاركة فاعلة من جميع المناضلات والمناضلين والأعضاء الجدد الذين يطمحون في الولوج إلى مراكز القرار داخل الحزب.
ومن هذا المنطلق، يعتزم الحزب على تطوير وتقديم الدعم الفني والمالي والقانوني والسياسي للمنتخبين ورؤساء الجماعات المحلية، من أجل تعزيز مساهمتهم في التنمية المحلية. لأن رفاهية المجتمع المحلي هي الهدف الأساسي لكل الجهود المبذولة. هكذا سيعمل الحزب على إشراك الأكاديميين والخبراء والمفكرين في المناقشات السياسية والفلسفية الكبرى، فالعلم والمعرفة هما الأساس الذي يبني عليه المستقبل، وذلك للمساهمة في تحديد السياسات العامة ومواجهة التحديات والفرص المستقبلية للمغرب
وفي سياق حديثه، اعتبر عضو القيادة الجماعية، أن تحليلات الحزب للقوى والضعف والفرص والتحديات تقود إلى اختيار الجبهات التي يعتزم توجيه الموارد إليها، والأهداف المحددة التي سيركز عليها في تنفيذ خطة العمل. الطريق لن يكون محفوفا بالورود، لكننا التصميم على مواجهة التحديات بكل قوة وعزيمة بتحسين السلوك السياسي العام من خلال وضع ميثاق أخلاقي متفق عليه، موثوق به، ومتناسق، يشمل أكبر قدر ممكن من المشاورات. فالأخلاق والنزاهة هما الأساس الذي يقوم عليه كل عمل سياسي، ونجاح المؤتمر الخامس لحزب الأصالة و المعاصرة كما يقول،لن يكتمل إلا إذا تجسدت في صفوف الحزب قيم النزاهة و توقير المال العام و عدم التلاعب في الصفقات العمومية و محاربة الإثراء غير المشروع و خدمة الصالح العام .
إن المقاربة الجديدة للقيادة الجماعية من شأنها ان تعيد بناء الحزب بصفة كلية و انفتاحه على الأطر والكفاءات الشابة لكي تكون مؤثرة في القرار الحزبي والفلسفة السياسية، وكذا تجديد نخبه على مستوى الهيئات المنتخبة قناعة منها أنها الطريقة المثلى لكسب ثقة وانخراط الشباب في مغرب الغد و استجابة لخطابات قائد البلاد جلالة الملك محمد السادس، تلك الخطابات التي ظلت تلح في كل مناسبة على الأحزاب السياسية ان تتحمل مسؤولياتها في هذا الباب بالخصوص، وليبرهن على ذلك، قال أبو الغالي بحد تعبيره: “أنا اليوم أمامكم الشخص المتواضع إلى جانب الأخت فاطمة الزهراء المنصوري و الأخ المهدي بنسعيد أبناء هذا الحزب ترعرعنا في حضنكم و تسلمنا المشعل من عندكم وعاهدنا أنفسنا على ألا نخذلكم و اليوم أيتها المناضلات و أيها المناضلون لحزب الأصالة و المعاصرة يمكنكم القول ان حزبكم خلخل من جديد المشهد السياسي المغربي كما فعل اول مرة، فاليوم لن يبقى للأحزاب السياسية سوى خيار تجديد نخبها والقطع مع مفهوم الزعيم الوريث و تشبيب منتخبيها و تكسير ذلك السقف الزجاجي الذي يتصدى لكل شابة و شاب ذوي كفاءات وطاقات من خارج الاسلاك الحزبية المعهودة.”
وفي سياق حديثه عن النقاش الواسع الدائرحول تعديل مدونة الأسرة في بلدنا، قال أبو الغالي أن حزب الأصالة والمعاصرة احتل مركز الصدارة في الحوار والنقاش بما يشهد له الجميع من جرأة سياسية و قوة اقتراحية تتشكل في الحقوق و المساواة والأمن الروحي للمغاربة، ذلك بما يتماشى مع مشروع الحزب السياسي و المجتمعي و كذلك الحقوق الأساسية المنصوص عليها في دستور 2011 فضلا عن الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف المغرب في 18/يناير/2001 و 17/غشت/2015 بما في ذلك رفع بعض التحفظات في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتوصيات الصادرة عن كل من لجنة سيداو في يونيو 2022 و تقرير الاستعراض الدوري الشامل الصادر في فبراير 2023.
كما أكد أن مناضلي حزب الاصالة و المعاصرة حداثيين ديمقراطيين، فهم حداثيون على سنة الله ورسوله، فخورون بما حققته المرأة المغربية في العلم والمعرفة والطب والمقاولة، وفي القضاء و السياسة، و في النضال و في الصحافة، و في الفن و الإبداع وفي الثقافة، معتزون بحرصها على التربية و التضحية في سبيل إنشاء الأجيال الصاعدة، و استقرار الأسرة المغربية لكونها النواة الأساسية للمجتمع ، وجب على الدولة حمايتها في الجانب الحقوقي و الاجتماعي و الاقتصادي، بما يضمن وحدتها و استقرارها و المحافظة عليها كما عبر عن ذلك الفصل 32 من دستور 2011.
واعتبر نفس القيادي، أن النقاش حول تعديل مدونة الاسرة، وإن كان صحيا و إيجابياً على وجه العموم، فإنه لم ولن يخلو من الاصطياد في المياه العكرة من طرف بعض الخصوم السياسين الذين عمدوا، بعد ان تبين لهم ان حجتهم هي الأحق و لله الحجة البالغة، إلى تأجيج النقاش والتحريض على العنف الرمزي والتهديد بالاحتجاجات، وهذا لا يستقيم مع أدبيات الحوار العمومي و مبدأ النقد البناء و الاحتكام إلى آلية المؤسسة التشريعية كتعبير للإرادة الشعبية ، ذلك لأنهم فشلوا في إقناع المغاربة بمشروعهم الماضاوي الذي يكمن في قياس مجتمعنا على مجتمع القرن العباسي، و هذا ضرب من ضروب العبث و لا يزيدنا إلا ايماناً و تشبتا بأخلاق ديننا السمح و بالغايات القرانية و التي تتجلى معضمها في العدل و التقوى بمفهوم الكف عن الاعتداء ورفع الإكراه على الناس و الحرية و ترك الحساب إلى الله.
إن المواجهة اليوم كما يقول أبو الغالي، بين الحداثة والماضاوية في المواجهة بين العقل و النقل و بين الاصالة والأصولية و بين الاتباع و التقليد، فالحداثة عكس الماضاوية والحداثة ترجح العقل على النقل كما أنها تنتصر للأصالة ضد الأصولية و للاتباع ضد التقليد وفي حزب الأصالة و المعاصرة تمة انتصار للعدل والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات كما السعي لتحقيق تكافؤ الفرص وحس المواطنة لكل طفل يترعرع على أرض الوطن مهما كانت ظروف نشأته و لو تعلق الأمر بطفل تم إنجابه خارج إطار الزواج فالمطالبة بوجوب نسبه لأبيه كما هو الشأن اليوم حيث ينسب لأمه، و لدينا اليوم من العلم ما يمكن إثبات بنوته باليقين، و قد تجرأ الحزب الماضاوي اليوم بالقول ان ابن الزنى لا حق له وفي حزب الاصالة و المعاصرة القول ليس هنالك أصلا ابن زنى لا في المغرب و لا في زحل والأطفال ليسوا مسؤولين على اخطاء أباءهم “ولا تزر وازرة وزر أخرى” و لن يزدهر مغرب الغد بأطفال مأزومين نفسانيا و مهزومين اجتماعياً و ملعونين بكل النعوت بغية ارضاء بعض الذكور الذين يريدون التهرب من أفعالهم، و إلقاء المسؤولية على المرأة و الطفل بحرمانهم من حقوقهم الأساسية و الإنسانية و الكونية و التي يقول فيها الله عز وجل ” وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا و كان ربك قديرا” صدق الله العظيم.
إن ما يميزحزب الأصالة والمعاصرة عن الأحزاب و الحركات الماضاوية في شأن تعديل مدونة الاسرة يكمن في مفهوم الاجتهاد و ينبغي لمتتبعي الشأن العام ان يعلموا أن الجميع، مهما كان انتماؤه السياسي ، مجتهدون مسلمون و لكن نسلك طرقا مختلفة في الاجتهاد، فالحداثيون يعتبرون أن هناك اجتهادا مع النص و نطالب العلماء المغاربة الأجلاء و المشهود لهم عبر العالم عن كفاءاتهم و حنكتهم، أن يستحدثوا آراء جديدة بناءا على ثبات النص و حركية المحتوى وأن النص يفهم وفق أدوات و مفاهيم الأرض المعرفية التي نعيش فيها و القراءة المعاصرة في حين أن الماضاويون يعتبرون أنه لا اجتهاد مع النص وأن النص لا يفهم إلا وفق فهمه للسلف الصالح و ان المجتهد لا يأتي بأحكام جديدة بل يكشف عن الحكم الشرعي بالقياس على الماضي و الأدلة الشرعية، و هذا لا يغنينا اليوم في شيء بل يحجر على العقول حتى ذهب احدهم في الحزب الماضاوي و قال انه يستغرب كيف لبنت قاصر ذو 17 سنة ان تكون غير مؤهلة للزواج و هو يستحضر بالرمز طاقتها الجسدية أمام الناس و لم يخطر عليه أن المغرب عرف تحولات اجتماعية و ثقافيه و اقتصادية منذ الاستقلال، حيث أصبحت المرأة فاعلاً اساسياً في التنمية و الاقتصاد و أن ضمير المجتمع المغربي يسعى إلى القطع مع زواج القاصرات و إلغاء الاستثناءات كون البنت القاصر مكانها المدرسة و ينقصها الرشد لكي تكون أما و مربية و كونها في قرية أو بادية لا يغير شيء و المفاسد لا تدرأ بالظلم و الاعتداء، فحزب الاصالة و المعاصرة يسعى إلى تجريم زواج القاصر الذي يقل عمره أو عمرها عن 18 سنة بدون أي استثناء و لا تبرير اليوم لزواج القاصرات.
وفي الأخير استشهد أبو الغالي، بتأكيد الملك محمد السادس في رسالته الموجهة لرئيس الحكومة انه حريص “على ان يتم ذلك في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية و خصوصيات المجتمع المغربي و ان يتم الاعتماد على فضائل الاعتدال و الاجتهاد المنفتح و التشاور و الحوار و إشراك جميع المؤسسات و الفعاليات المعنية” ، والحال أن النقاش حول تعديل مدونة الأسرة ينبغي ان يكون بناءً و فرصة للنهوض بالأسرة و بالرجل و المرأة و الطفل، وبدون مزايدات من شأنها إقصاء و لو مغربية واحدة أو مغربي واحد و بدون تخوين أي شخص أو اتهامه بالعمالة و المناورات لصالح أهداف خارجية تسعى إلى تخريب الأسرة المغربية، فكل هاته التراهات أكل عليها الدهر وشرب و لن تصبح وازنة في طمس العدوان الذي تعاني منه المرأة المغربية و أطفال المجتمع المغربي .