مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
آخرخبر | ميمونة داهي
الهجوم الجزائري على الشعار الرسمي لكأس إفريقيا 2025 الذي يستضيفه المغرب لا يمكن عزله عن استراتيجية ممنهجة تتبناها الجزائر لتقويض نجاحات المغرب إقليمياً ودولياً. هذه الممارسات ليست وليدة اللحظة، بل تعكس صراعاً تاريخياً ممتداً يتجاوز حدود الرياضة إلى أبعاد ثقافية وسياسية أعمق.
منذ استقلال الجزائر عام 1962، برزت الخلافات بين البلدين بشكل متسارع، بدءاً من النزاع الحدودي في حرب الرمال عام 1963، وصولاً إلى التوترات المتصاعدة في قضية الصحراء المغربية. هذا التاريخ من الصراع غذى موقفاً جزائرياً عدائياً تجاه المغرب في جميع المحافل، حيث أصبحت أي مبادرة مغربية تُواجه بمحاولات جزائرية للتشكيك والتقويض. الهجوم الأخير على الشعار الرسمي، المستوحى من الزليج المغربي، يُظهر بوضوح كيف تُستخدم الثقافة كأداة ضمن هذا الصراع. الزليج، الذي يمثل رمزاً للهوية المغربية ويعود إلى قرون من الإبداع في مدن مثل فاس ومراكش، أصبح هدفاً للهجوم الجزائري الذي يدّعي دون أي سند تاريخي أنه ينتمي إلى التراث الجزائري.
هذه الاستراتيجية الجزائرية تتجاوز المجال الثقافي لتشمل أيضاً السياسة والرياضة. المغرب، الذي نجح في تحقيق اختراقات دبلوماسية كبيرة على المستوى الإفريقي والدولي، يُعتبر منافساً مباشراً للجزائر في سباق النفوذ الإقليمي. من خلال تعزيز مكانته كقوة إقليمية عبر مشاريع اقتصادية ودبلوماسية كبرى، وكذلك تنظيم أحداث رياضية عالمية مثل كأس العالم للأندية، أثبت المغرب قدرته على فرض نفسه كلاعب رئيسي في الساحة الإفريقية. هذا النجاح أثار استياء الجزائر، التي وجدت نفسها في موقف دفاعي، تحاول من خلاله إثارة القلاقل والتشويش على هذه الإنجازات.
الهجوم على الشعار ليس سوى جزء من هذا النهج الممنهج الذي يعتمد على استغلال أي فرصة لتقويض صورة المغرب. فقد سبق للجزائر أن وظفت الرياضة كساحة لتصفية الحسابات السياسية، كما حدث في افتتاح كأس إفريقيا للمحليين 2022، حيث تم توظيف الحدث للترويج لخطاب معادٍ للمغرب. ومع خسارة الجزائر لرهان استضافة كأس إفريقيا 2025، بدا واضحاً أن هذا الفشل سيُستخدم كمبرر لمزيد من الهجمات الإعلامية والسياسية ضد المغرب.
هذه الممارسات تنبع أيضاً من اعتبارات داخلية، حيث يعاني النظام الجزائري من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة. في ظل تصاعد الغضب الشعبي، يلجأ النظام إلى استغلال الصراع مع المغرب كوسيلة لتحويل الأنظار عن القضايا الداخلية، وخلق “عدو خارجي” يلتف حوله الشعب. الهجوم على الشعار يدخل ضمن هذا السياق، حيث يُستخدم كرمز للصراع الرمزي مع المغرب، في محاولة للتغطية على إخفاقات داخلية متزايدة.
في النهاية، هذا النهج الجزائري يعكس أزمة أعمق تتعلق بعدم القدرة على مواكبة نجاحات المغرب المتسارعة على جميع المستويات. ورغم كل المحاولات للتشويش، يبقى المغرب ثابتاً في مسيرته، ونجاحه في استضافة كأس إفريقيا 2025 يمثل تأكيداً آخر على مكانته الراسخة كقوة إقليمية ودولية، بعيداً عن محاولات التشكيك أو التقليل من إنجازاته.