مهرجان هوارة أرض اللقاءات يتألق ويتجاوز دعوات المقاطعة

في ظل ضجيج دعوات المقاطعة التي انتشرت على صفحات الفيسبوك، نجح مهرجان “هوارة أرض اللقاءات” في تجاوز كل التوقعات، مؤكدًا مرة أخرى أن الثقافة والفن يمتلكان قوة لا يمكن إيقافها. على الرغم من حملة المقاطعة التي حاولت النيل من الحدث، أضاءت فعاليات المهرجان سماء المنطقة، مجذبة آلاف الحضور الذين تحدوا تلك الدعوات واحتشدوا للاستمتاع بالأجواء الفريدة التي يقدمها المهرجان.

إدارة المهرجان، وبفضل خبرتها العميقة ومعرفتها بجمهور المنطقة، كانت واثقة من أن المهرجان سينجح في تحقيق أهدافه. تلك الثقة لم تكن مجرد تفاؤل، بل كانت مبنية على استعدادات شاملة وضعت كل تفاصيل المهرجان في عين الاعتبار، مما أسفر عن تنظيم محكم وبرنامج غني جذب انتباه الجميع.

تميزت هذه الدورة بحضور شخصيات بارزة، حيث شاركت رئيسة مجلس جماعة أولاد تايمة، وباشا المدينة، والنائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الجماعات المحلية. هذه الشخصيات قامت بافتتاح معرض الصناعة التقليدية الذي أقيم على هامش المهرجان، وجالوا في أروقته معبرين عن إعجابهم بالمنتجات المعروضة والتي تعكس التراث العريق للمنطقة. كانت هذه الزيارة تعبيرًا واضحًا عن الدعم الرسمي للمهرجان وتقديرًا لما يقدمه من إحياء للتراث والثقافة المحلية.

النجاح الذي حققه المهرجان لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان بمثابة رسالة قوية أكدت على أن التراث الثقافي والفني هو جزء لا يتجزأ من هوية المنطقة. الجماهير التي حضرت بأعداد كبيرة استمتعت بالعروض الفنية والموسيقية المتنوعة، مما أثبت مرة أخرى أن المحاولات الرامية لتقليل الحضور كانت بلا تأثير.

في النهاية، ظل مهرجان “هوارة أرض اللقاءات” منارة ثقافية تلهم الجميع وتؤكد أن الفن والثقافة قادران على تجاوز كل التحديات. بينما بقيت دعوات المقاطعة مجرد ضجيج على وسائل التواصل الاجتماعي، استمر المهرجان في تحقيق نجاحاته، ليكون بذلك نموذجًا للجهود الصادقة والعمل الجاد في مواجهة التحديات.