مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي يشهدها المشهد السوري، تبرز تساؤلات عميقة حول دور القوى الدولية في رسم ملامح المرحلة القادمة، وعلى رأسها فرنسا. في هذا المقال، نسلّط الضوء على التحركات الفرنسية المتوقعة في سوريا، من منظور تحليلي واقعي، يهدف إلى توعية الرأي العام، وتحفيز النقاش البنّاء حول مستقبل الإعمار والسيادة الوطنية. يأتي هذا الطرح ضمن جهود مركز الأفق الدمشقي للإعلام، وبدعم من مؤسساتنا التدريبية والتوعوية في دمشق، لتقديم محتوى يرتقي بالوعي المجتمعي ويرصد اللحظة بموضوعية ومسؤولية.
فرنسا بعد الأسد: هل تتحوّل سوريا إلى ورشة فرنكفونية لإعادة الإعمار؟
مع تصاعد الحديث عن مرحلة سياسية جديدة في سوريا، بدأت بعض العواصم الغربية – وعلى رأسها باريس – تُعيد ترتيب أوراقها، استعدادًا للعب دور مختلف هذه المرة. ففرنسا التي طالما كانت على خلاف مع النظام السوري، تعود اليوم بخطاب جديد وأدوات مختلفة، تحمل مشاريع ومبادرات، لا تصريحات وتصعيد.
فرنسا ليست غريبة عن سوريا. العلاقة بين البلدين تمتد إلى عقود مضت، تعود إلى فترة الانتداب، وقد يكون هذا الإرث، رغم تعقيداته، مفتاحًا لعودة فرنسية ناعمة تتجنب سطوة الماضي، وتسعى إلى شراكة في المستقبل.
من السياسة إلى التنمية
طوال سنوات الحرب، اتخذت فرنسا موقفًا حازمًا ضد النظام، ورفعت شعار الحل السياسي وفق قرارات الشرعية الدولية. أما اليوم، ومع تغيّر المشهد، يبدو أن باريس تُبدّل أدواتها: تنتقل من الخطاب الدبلوماسي التقليدي إلى مشاريع ملموسة في التعليم، الصحة، الثقافة، والبنية التحتية. هذه التحركات لا تبدو ارتجالية، بل جزءًا من رؤية استراتيجية أوسع لإعادة التموضع في الشرق الأوسط.
سوريا المنهكة… سوق واعد؟
بعيدًا عن السياسة، تنظر فرنسا إلى سوريا كفرصة اقتصادية قادمة. فالدولة المدمرة تحتاج إلى كل شيء: بنى تحتية، مؤسسات، كفاءات، واستثمارات. وإذا كانت باريس مستعدة لضخ استثمارات فعلية، فذلك يعني:
1. توفير عملات أجنبية تعيد شيئًا من التوازن إلى السوق المحلية.
2. خلق آلاف فرص العمل في مجالات تحتاجها سوريا بشدة.
3. نقل خبرات وتكنولوجيا يمكن أن تُسهم في بناء مؤسسات أكثر كفاءة.
4. فتح الباب أمام شركاء أوروبيين آخرين للانخراط في إعادة الإعمار.
الفرنكفونية من جديد؟
عودة فرنسا لا تبدو اقتصادية فقط. اللقاءات المرتقبة بين مسؤولين سوريين جدد ونظرائهم الفرنسيين، وبينهم وزير الشؤون الفرنكفونية، تشير إلى رغبة واضحة في تعميق الحضور الفرنسي في المشهد السوري. لكن هل تعود سوريا فرنكفونية الطابع كما كانت يومًا ما؟ ربما لا. لكن المؤكد أن فرنسا تسعى لأن يكون لها حضور ثقافي وسياسي واقتصادي لا يمكن تجاهله.
ختامًا…
الحرب خلّفت فراغًا كبيرًا في البنية والسياسة والثقافة، وفرنسا – كغيرها من القوى الدولية – تسعى لملء هذا الفراغ، لكن الفرق أنها لا تأتي بدبابة، بل بحقيبة مشاريع واستراتيجيات ناعمة.
اليوم، تُطرح سوريا كمساحة مفتوحة أمام إعادة رسم التحالفات والتوازنات، ومن هنا تأتي أهمية قراءة الدور الفرنسي بعين واعية، لا تخاف من الماضي، ولا تنخدع بالوعود.
وفي إطار هذا المشهد المتغير، نعمل في مركز الأفق الدمشقي للإعلام على تسليط الضوء على هذه التحولات الكبرى، وتحليلها بلغة واقعية مسؤولة، انطلاقًا من إيماننا بأن الإعلام شريك أساسي في بناء وعي مجتمعي يعيد تشكيل المستقبل.
بقلم: د. تغاريد محمد الفواز
متخصصة في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الأعمال
مديرة مركز الأفق الدمشقي للإعلام
ومديرة أكاديمية دمشق للتدريب والوعي المجتمعي
#سوريا_الجديدة
#أحمد_الشرع
#التحليل_السياسي
#إعادة_إعمار_سوريا
#فرنسا_في_سوريا
#الفرنكفونية
#مركز_الأفق_الدمشقي
#أكاديمية_دمشق
#مركز_نور_الشام
#تغاريد_محمد_الفواز
#إعلام_استراتيجي
#تحليل_سياسي
#إعلام_واعي
#الشرق_الأوسط
#مشاريع_إعمار
#فرنسا_الناعمة
#الدور_الفرنسي
#سوريا_تنهض