قلعة السراغنة…”انتظار بلا نهاية” عشر سنوات من الأمل المفقود في تجزئة بدر
شارك
عصام احمر الراس
بعد مرور عقد كامل على تدشين القطب الحضري لتجزئة بدر سنة 2014 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، لا تزال الأوضاع تسير بطريقة مُحبطة للسكان الذين يستمرون في انتظار تسليم “بقعهم”. ورغم تأديتهم لجميع المستحقات المالية المتعلقة بهذه البقع، إلا أن الواقع يفرض عليهم العيش في حالة من الإحباط والغموض.
تجزئة بدر كانت تمثل حلماً للعديد من المواطنين، حيث تم الإعلان عنها كفرصة لتوفير سكن لائق يُساهم في تحسين ظروف الحياة. ولكن في ظل التطلعات الكبيرة، جاء الواقع ليسلط الضوء على العديد من التحديات والعقبات التي تعرقل تحقيق هذا الحلم.
على مدار عشر سنوات، عاش سكان تجزئة بدر بين الأمل والخيبة. فقد قاموا بدفع جميع المستحقات المالية المطلوبة منهم، بما في ذلك الرسوم والضرائب، لكنهم لا يزالون ينتظرون بقلق وخوف من مصير بقعهم السكنية. هذا التأخير المطول يثير تساؤلات عديدة حول أسباب عدم التسليم، وما إذا كانت هناك خطط واضحة لتجاوز هذه العقبات.
تأخير تسليم البقع يؤثر بشكل عميق ليس فقط على النفسية والرفاهية الاجتماعية للسكان، بل يمتد ليشمل الجوانب الاقتصادية. العديد من الأسر كانت تخطط لبناء منازلهم في هذه الأرض، وتم الاستدانة وتكبد النفقات بناءً على وعود المشروع. ومع كل تأخير، تتزايد الضغوط النفسية والمالية، مما يؤدي إلى تدهور الحياة اليومية.
من الضروري أن تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل لحل هذه الأزمة. ينبغي على السلطات المحلية والجهات المسؤولة أن تعيد النظر في الوضع القائم، وأن تقدم توضيحات بشأن الأسباب الحقيقية للتأخير، بالإضافة إلى تحديد جدول زمني لتسليم البقع. التواصل الفعال مع السكان مهم لضمان استعادة الثقة وبناء علاقة شفافة مع المواطنين.
عقد كامل من الانتظار هو فترة طويلة تتجاوز حدود الصبر. إن سكان تجزئة بدر يستحقون أن يتمكنوا من تحقيق أحلامهم في الاستقرار والعيش في بيئة ملائمة. يجب أن يتكاتف الجميع – الحكومة، المجتمع المدني، والسكان – للعمل على تجاوز هذه الأزمة، لأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق جميع الأطراف لتحقيق التنمية المنشودة وتجسيد الالتزامات التي تم التعهد بها للمواطنين.