“تحت وطأة الجفاف: تحديات ومضاربات في سوق زيت الزيتون المغربي”
شارك
ميلودة جامعي
الواقع الاقتصادي في المغرب يشهد تحولات كبيرة في سوق زيت الزيتون، حيث تأثر القطاع بشكل كبير بفترات الجفاف المتكررة. لقلة التساقطات المطرية خلال العامين الماضيين، تراجعت إنتاجية أشجار الزيتون، مما أدى إلى تصاعد التوتر في السوق وتوقعات بأن ترتفع أسعار لتر زيت الزيتون إلى مستويات عالية، وصولاً إلى 100 درهم في بعض المناطق.
رغم وجود قوانين تنظم قطاع الزيتون، يظهر أن الوسطاء والمضاربين يستفيدون من الظروف المناخية الصعبة للفلاحين. رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للزيتون، رشيد بنعلي، يرى أن هذه التحديات تتيح للمضاربين فرصًا للاستفادة من عدم قدرة المنتجين على تكاليف الإنتاج، مما يجعلهم يبيعون منتجاتهم في وقت مبكر.
تجسدت جهود الحكومة المغربية في تأمين الأمن الغذائي ودعم الإنتاج المحلي من خلال فرض قيود على تصدير زيت الزيتون. وفقًا لوزارة الفلاحة، يخضع تصدير المنتج لتراخيص، بهدف تثبيت الأسعار عند المستهلك وضمان استدامة سلسلة الزيتون.
تقديرات الإنتاج لموسم 2023 تشير إلى ارتفاع في حجم الإنتاج مع استمرار الأسعار الحالية. وبهذه الجهود، يسعى قطاع الزيتون في إطار استراتيجية الجيل الأخضر إلى تحقيق أهداف جديدة، منها زيادة المساحات المخصصة لزراعة الزيتون وتحسين الإنتاج.
مع تحديات الجفاف والتغيرات المناخية، يبدو أن سوق زيت الزيتون في المغرب يواجه تحديات مهمة، ولكن الجهود الحكومية قد تلعب دورًا فعّالًا في تحقيق التوازن وضمان استمرارية الإنتاج واستقرار الأسعار.