Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

الأناقة المغربية في 1907 أقمشة تنطق بلغة الأصالة وتروي النظرات تاريخ أمة

في صورة تعود لسنة 1907، تقف سيدة مغربية بكل رزانتها وجمالها، تمثل نموذجًا حيًا للأناقة المغربية في بداية القرن العشرين. من خلال لباسها، وقفتها، ونظرتها، يمكننا قراءة تفاصيل حقبة ذهبية كانت فيها المرأة المغربية عنوانًا للأصالة والرقي.

اللباس الذي ترتديه هذه السيدة هو التكشيطة أو القفطان، وهو رمز للهوية المغربية وأحد أعرق الأزياء التقليدية التي ظلت صامدة عبر العصور. القماش الفاخر، الخياطة اليدوية الراقية، والزخارف المتقنة تعكس مهارة الصناع التقليديين الذين أبدعوا في تصميم ملابس تعبر عن الفخامة والذوق الرفيع. في تلك الفترة، كانت المرأة المغربية تعتني بكل تفصيلة من لباسها، حيث يُظهر التطريز اليدوي، الأحزمة المذهبة، والأقمشة الحريرية مدى اهتمامها بمظهرها وأناقتها.

لا تقتصر الأناقة على اللباس فحسب، بل تمتد إلى الوقفة المهيبة والنظرة العميقة التي تحمل في طياتها الكبرياء والاعتزاز بالهوية. في تلك الفترة، كانت المرأة المغربية تجمع بين الجمال الطبيعي والرصانة، فتظهر بحشمتها ورقيها، محافِظة على القيم والعادات التي ورثتها عبر الأجيال. طريقة جلوسها أو وقوفها في الصور القديمة تعكس شخصية قوية ومتزنة، تعتز بثقافتها وتدرك مكانتها داخل مجتمعها.

إلى جانب القفطان الفاخر، كانت المجوهرات جزءًا أساسيًا من إطلالة المرأة المغربية، حيث كانت تتزين بمجوهرات فضية أو ذهبية تحمل رموزًا تقليدية، سواء في الأساور، القلائد، أو الأقراط. لم تكن هذه الحلي مجرد زينة، بل كانت تحمل معاني ثقافية واجتماعية، تعبر عن المكانة الاجتماعية للمرأة وتعكس تراثًا غنيًا بالتقاليد.

المرأة المغربية في بداية القرن العشرين كانت رمزًا للأناقة التي تجمع بين الحشمة والفخامة، وبين التراث والتطور. لم تكن الموضة مجرد تقليد أعمى، بل كانت انعكاسًا لهوية غنية بالتاريخ والحضارة. الأقمشة الفاخرة، التصاميم الراقية، والاهتمام بالتفاصيل جعل من كل امرأة مغربية آنذاك لوحة فنية تمشي على الأرض، تحمل في طلتها عراقة أمة ورقي مجتمع.

اليوم، لا تزال هذه الأناقة حاضرة في الأعراس والمناسبات الكبرى، حيث يُعتبر القفطان المغربي جزءًا لا يتجزأ من هوية المرأة المغربية، ويظل شاهدًا على زمن ذهبي لم تمت فيه الأناقة، بل بقيت تتجدد عبر الأجيال، محافظة على جوهرها الأصيل.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...