Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

من المسؤول؟ تدهور مقبرة “خندق الزربوح” بمدينة تطوان يثير قلق الساكنة  

تشهد مقبرة “خندق الزربوح” بمدينة تطوان وضعًا مقلقًا يثير حفيظة السكان المحليين والزائرين على حد سواء، حيث تعاني أجزاء كبيرة من المقبرة من التدهور والإهمال، رغم بعض الترميمات التي تم تنفيذها في الجهة المطلة على الشارع الرئيسي. ورغم أن هذه الإصلاحات الجزئية قد أعطت انطباعًا مبدئيًا بتحسن الوضع، إلا أن الجهة الأخرى من المقبرة لا تزال في حالة مزرية، ما جعلها عرضة للتآكل والتصدعات التي تهدد بانهيارها في أي لحظة.

أظهرت الصور الحديثة التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الجدران غير المرممة في المقبرة قد أصبحت آيلة للسقوط، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على القبور وعلى الزوار الذين يترددون على المكان. الوضع المتهالك لهذه الجدران يثير مخاوف السكان المحليين الذين يخشون من حدوث انهيارات مفاجئة قد تؤدي إلى انتهاك حرمة الأموات، فضلاً عن المخاطر الجسدية التي قد تلحق بالزائرين، خصوصًا في حالة عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشكل عاجل.

السكان المحليون وجهوا نداءات مستمرة للمسؤولين المحليين، مطالبين بضرورة التدخل السريع والشامل لإصلاح ما يمكن إصلاحه في المقبرة. ورغم الترميم الجزئي الذي تم تنفيذه، فإن الوضع الحالي لا يزال غير مطمئن، حيث يخشى الجميع من أن يؤدي الإهمال المتواصل إلى انهيار أجزاء كبيرة من المقبرة، مما قد يشكل كارثة اجتماعية وإنسانية تمس بحرمة الأموات وسلامة الزائرين على حد سواء.

مقبرة “خندق الزربوح” ليست مجرد مكان لدفن الموتى، بل هي جزء لا يتجزأ من التراث التاريخي لمدينة تطوان. تاريخ هذه المقبرة يعود لعقود طويلة، وهي تحمل في طياتها ذكريات وآثارًا تعكس الهوية الثقافية والدينية للمدينة. لذا، فإن تدهورها يعتبر تهديدًا ليس فقط للبنية التحتية، بل أيضًا للذاكرة الجماعية للسكان الذين يرون في هذه المقبرة رمزًا لكرامة أمواتهم وتراثهم.

وفي ظل هذه التطورات، تجدد الساكنة مطالبتها للسلطات المحلية والمجلس البلدي بضرورة الإسراع في ترميم كامل المقبرة، وليس فقط الجهة المطلة على الشارع. يتطلب الأمر تدخلًا شاملاً وعاجلاً لتجنب أي كوارث محتملة، خاصة أن بعض الجدران والتربة المحيطة بها أصبحت في حالة يرثى لها. هذا التدخل يجب أن يكون جزءًا من خطة متكاملة تشمل الحفاظ على المرفق كموقع تاريخي وديني، مع مراعاة أهمية الحفاظ على سلامة الزائرين وكرامة الأموات.

الإهمال الذي تعاني منه مقبرة “خندق الزربوح” هو موضوع يجب أن يحظى باهتمام كبير من قبل المسؤولين المحليين، حيث يتطلب الوضع تحركًا سريعًا وحلاً جذريًا. الحفاظ على المقبرة لا يعني فقط حماية البنية التحتية، بل يشمل أيضًا حماية ذاكرة وتراث المدينة، وضمان كرامة الأموات وسلامة الأحياء.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...