Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

في ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة لقاء الأجيال يوحّد ذاكرة الوطن

مشرع بلقصيري /  بلغربي رضوان

في لحظةٍ تاريخيةٍ تنبض بالعزة والوفاء، ووسط أجواء احتفالية تُجسّد حبّ الوطن والانتماء، التأمت بمدينة مشرع بلقصيري صورة رمزية خالدة جمعت بين جيل الوفاء وجيل العطاء، في تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
الصورة التي التُقطت بعدسةٍ وطنيةٍ صادقة، جمعت بين الأستاذ وفاعل الجمعوي البارز سلام الحريشي، والأستاذ وفاعل الجمعوي رضوان المصطافي، رفقة أحد أبطال المسيرة الخضراء، السيد بنخلة محمد، ابن مشرع بلقصيري وأحد المتطوعين الذين لبّوا نداء الحسن الثاني طيب الله ثراه سنة 1975.
هذه الصورة لم تكن مجرّد لقطةٍ تذكارية، بل كانت مشهدًا وطنيًا ناطقًا يُعبّر عن تواصل الأجيال وتوارث القيم. جيلٌ صنع المجد بقدميه فوق رمال الصحراء، وجيلٌ آخر يواصل البناء بسواعد الإخلاص في ميادين العلم والعمل والمواطنة الفاعلة.
وفي تصريحٍ مؤثر، استعاد السيد بنخلة محمد ذكريات تلك الملحمة قائلاً:
«”ما عشناه خلال المسيرة الخضراء كان مدرسة في الوطنية الصادقة والإيمان الراسخ بعدالة قضيتنا الوطنية. لقد سرنا مؤمنين بالله وبالوطن وبالملك، حاملين المصاحف والأعلام، لا السلاح.”»
وخلال كلماته الجميلة التي صدرت من قلبٍ مفعم بالصدق والوفاء، أبرز الأستاذ بنخلة محمد أن التطوع آنذاك لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل تعبيرًا عن استعداد المغاربة للتضحية في سبيل وحدة الوطن. وأوضح أن كل خطوة خطاها في رمال الصحراء كانت تحمل معنى الانتماء والبيعة الصادقة للعرش العلوي المجيد، مؤكدًا أن تلك التجربة شكلت دروسًا خالدة في التضحية ونكران الذات والإيمان العميق بالمستقبل المغربي الواحد.
من جانبه، عبّر الأستاذ سلام الحريشي عن اعتزازه قائلاً:
«”تشرفنا بلقاء رمزٍ من رموز المسيرة الخضراء، فجيله هو من غرس فينا حب الوطن والتشبث بثوابته الراسخة. هؤلاء الرجال هم عنوان الوفاء الحقيقي للوطن.”»
أما الأستاذ رضوان المصطافي فقد أكّد بدوره أن هذا اللقاء “يُعدّ درسًا في الوطنية المتجددة ورسالة للأجيال القادمة، مفادها أن حبّ الوطن لا يُورَّث بالكلمات، بل يُصنع بالفعل والقدوة.”
إنّ هذا المشهد الذي احتضنته مشرع بلقصيري يختزل معاني الانتماء والوفاء والتلاحم الوطني، ويؤكد أن المسيرة الخضراء لم تنتهِ، بل تتجدّد في كل مبادرة وطنية، وفي كل قلب مغربي ينبض بالإخلاص للوطن.
رحم الله جيل المسيرة الخضراء الذي كتب بدمه وإيمانه فصول المجد، ودامت المملكة المغربية شامخة موحّدة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبوفاء أجيالها المتلاحقة من طنجة إلى الكويرة.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...