هل تحذو القنيطرة حذو سلا؟ رقمنة خدمات الوفاة وتحدي أزمة المقابر المحتملة
بقلم / رضى عرشي
شارك
أطلقت جماعة سلا مؤخراً المرحلة التجريبية لمنصة “إكرام” (ekram.ma)، وهي مبادرة رقمية لوزارة الداخلية تهدف إلى تحديث مساطر التصريح بالوفاة وتدبير الجنائز، بتنسيق مع المديرية العامة للجماعات الترابية. المنصة تسعى لتبسيط الإجراءات الإدارية في لحظة حساسة، من خلال مقاربة تحترم كرامة المتوفى وتُيسر على ذويه.
الورشة التقنية التي احتضنتها جماعة سلا يوم 6 ماي 2025 كشفت عن جدية المشروع، واعتُبرت نموذجاً يُحتذى في تجويد خدمة عمومية تمس أبعاداً إنسانية عميقة. نائبة رئيس الجماعة، لطيفة العلوي المحمدي، أكدت أن هذه الخطوة تأتي في سياق ترسيخ مبادئ الحكامة وتقريب الخدمة من المواطن.
لكن في المقابل، يطرح السؤال نفسه بحدة: هل القنيطرة مستعدة لمثل هذا التحول؟
المدينة تشهد نمواً سكانياً متسارعاً، في ظل ضغط متزايد على المقابر وغياب رؤية واضحة لتوسيعها أو إحداث بدائل جديدة. وهنا، تبدو الرقمنة خطوة مهمة لكنها غير كافية ما لم تُرافقها حلول ترابية استباقية.
القنيطرة أمام فرصة للاستفادة من تجربة “إكرام”، ليس فقط لتبسيط المساطر، بل لبناء منظومة جنائزية متكاملة، تشمل تكوين أطر مؤهلة، وتحسين ظروف الاستقبال، وتوفير خدمات تحترم الأبعاد الروحية والاجتماعية.