Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

نور الدين لشكر.. دروس كورونا: درس الكلاكسون: الجزء 2

سبق وأن قلنا في الجزء الأول من هذا المقال أنها فوضى صوتية في المدن الكبرى، ويمكن القول أن  “الكلاكسون” اصبح جزء من ثقافتنا المغربية المعاصرة، التي لا تنضبط لأي معيار ولا يردعها قانون…

ü    عندما نركب طفلنا الصغير لأول مرة في السيارة نجلسه أمامنا عند المقود، وأول شيء نعلمه هو “الكلاكسون”.

ü    عند نهاية أعراسنا المليئة أصلا بالضجيج يصبح “الكلاكسون” هو وسيلة الإشهار المحبوبة.

ü    في نداءاتنا على البعض من نوافذ السيارات وأمام البيوت يستعمل ايضا كوسيلة مفضلة!

ü    في غضبنا نعبر به وبفظاعة!

ü    في مباهاتنا بسيارة فارهة أو دراجة أو شاحنة “نيو” نستعمله! بل إن البعض يضيف منبها آخر إلى منبهه الأصلي لاعتقاده أنه غير كاف… !

  حين أقف في بعض الشوارع الرئيسية بالمدينة أتأمل فوضى الكلاكسون أكتشف أننا مرضى فعلا ونتسبب في مرض غيرنا… بل إننا مصطلحون مع هذه الذوات المريضة…

   يكشف الباحثون أن أمراض التوتر والضغط من مسبباتها الرئيسية “التلوث الصوتي” هذا الاخير الذي لاخبر لمؤسساتنا عنه الا في المحابر والأوراق، فهناك قوانين زجرية ضد استعمال المنبه في المجال الحضري لكنها لاتفعل نظرا لحالة السعار الصوتي الذي نعاني منه، بينما احترام هذه القوانين في بعض الدول المتقدمة هو مؤشر عن الرفاه… فهناك قطار يربط الدنمارك بالسويد به عربات مخصصة للصامتين، أي ممنوع الكلام!

  ولا أخفي أنني كنت كلما زرت عائلتي بإحدى دول شمال أوروبا أحس براحة بدنية وعصبية ونفسية غريبة، فهمت بعدها أن السبب هو قلة المنبهات الصوتية إن لم أقل انعدامها، المنبه هو من العيوب التي تكشف جهل الشخص بأخلاق السياقة عند الهولنديين مثلا. وإذا لا قدر الله أن استعمل شخص المنبه وهو الأمر النادر، فإن كل العابرين سيتوقفون لينظروا ما السبب الذي جعله يخرج عن القاعدة  الاخلاقية للسياقة.

  الخروج عن القاعدة هو القاعدة في مجتمعنا، ووسيلتنا المفضلة، مؤسساتنا ووسائل نقلنا تعج بأصوات مرضية!

  فهولندا مثلا تعرف قوانين متقدمة في التلوث الصوتي جعلت ساكنة بعض المدن تسجل دعاوى ضد شركات الطيران لكي لا تقلع طائراتها فوق مجال سكناهم لن أصواتها مزعجة. بل إن طرقهم السيارة معززة بجدران عالية حين تقتحم المدن لكي لا تزعج أصوات السيارات والشاحنات السكان.

  عندما حلت كورونا بنا، مما أنعم به شخصيا هو عودة الهدوء  والسكينة، وعودة مستوى الصوت إلى وضعه الطبيعي، لقد اصبحت مدننا الكبرى شبيهة إلى حد بعيد بهولندا “صوتيا”، وبدأ العديد منا يتعافى من ضغوطات نفسية وعصبية وهو لا يعلم سببها، إنه الهدوء والسكينة الصوتيان اللذان لم يعرفا طريقهما  إلى “اجمل بلد في العالم”

  وإلى أن يعرف اهل هذا الأخير معنى العيب الاخلاقي للسياقة، ذرونا نستمتع بما قدمته كورونا لنا من هدوء، و كل كلاكسون وأنتم بألف خير.

 


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...