Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

الإصابة بفيروس كورونا من وحي خيال الطاهر بنجلون

آخرخبر.ما

بعد أن تداولت مجموعة من وسائل الإعلام  نقلا عن إذاعة “فرانس أنتير”، خبرا يفيد عن إصابة الكاتب المغربي الطاهر بن جلون  بعدوى فيروس كورونا، نفى هذا الأخير ذلك، مؤكدا أنه بصحة جيدة و لم يتعرض لعدوى كوفيد-19.

وأوضح بن جلون (76 سنة) أن الرسالة التي ظن الجميع أنها تتحدث عنه، و التي خص بها الإذاعة الفرنسية، كانت من وحي خياله فقط، تحكي قصة شخص أصيب بالفيروس وشفي منه بعد ان عزل نفسه لأسبوعين، مستعينا بالأدب والفن والخيال.

وكشف بنجلون عن تلقيه سيلا من رسائل المواساة من قرائه لاعتقادهم أن الأمر يتعلق بشخصه وليس بشخص خيالي. مضيفا أنه لم يصب بالعدوى وأنه يأخذ الحجر الصحي على محمل الجد.


و هذا نص ترجمة رسالة الطاهر بن جلون، التي صنعت اللبس بين فن الكتابة و واقع الحال :
“منذ أن حُجرنا، كل واحد في بلاد، أشعر بأن الوقت الذي كان يجمعنا، يفصل بيننا الآن”.
ولئن انقطعت أخباري خلال أسبوعين، فلأنني كنت قد أصبت بالعدوى، وإني الآن لسعيد في أن أعلن لك أنني شفيت.
أجل كنت أنتمي إلى شريحة ال 95 في المئة من الأشخاص الذين أصابهم فيروس كورونا، والذين حالفهم الحظ في القضاء عليه.
كان صمتي مجبولاً بالقلق والأمل. ولم أشأ أن أضفي مزيداً من الاضطراب على الكرب الذي كنت تعيشه.
بدأت العدوى كحال رشح بسيط، ألم في الرأس، فقدان حاسّتي الشم والمذاق، ثم حل عليّ تعب مضن. عزلت نفسي في البيت، لم أخرج بتاتاً، لم أر أحداً، ورحت أنتظر.
اتصلت بأصدقائنا المشتركين لأعلمهم بأن العيد، كل الأعياد أجّلت. عشت أوقاتاً من العزلة الشديدة، وخلالها حاولت جاهداً ألا أرى صورتي في المستقبل.
لكنني تمكنت عبر المثابرة، من أن أتعلق بالفرح، بفكرة السعادة، بالأوقات الرائعة التي حملتنا نحو صداقة جميلة.
كنت متعباً ولكن غير مهدود. استمعت إلى جون كولتران وطرت على أجنحة عبقريته.
ثم انتقلت إلى شارلي باركر وسمحت لنفسي بأن أمضي إلى ليله، “ليل في تونس”.
سافرت، اندفعت بقوة، وفكرت بك، فكرت بنا. وكم ساعدتني مخيلتي في الابتعاد عن المرض. وفي أعماق نفسي، صارعت بصمت، لأمنع الفيروس من أن يصيب رئتيّ.
فتحت من ثمّ كتاباً كبيراً عن هنري ماتيس، ووجدت نفسي في طنجة عام 1912 برفقة زهرة التي كانت “موديلاً” له.
دخلت رؤيا الفردوس كما رسمها في لوحته “المغاربة”، لوحة ملغزة أعجبنا بها كثيراً عندما شاهدناها معاً في معرض له في مركز بوبور، كان يوماً من ماي 2012.
الفن، الجمال، الصداقة، هذه كلها ساعدتني في القضاء على هاجس الموت.
نعم، أعترف بأنني شعرت بالموت يطوف حول البيت. لكنني قاومت متمسكاً بطقوس حياتي، كنت أحلق ذقني كل يوم، على عادتي، أغتسل، وأرتدي ثياباً ذات ألوان وكأنني ذاهب للالتقاء بك من أجل غداء في أحد مطاعمنا المفضلة. وكنت أجلس إلى طاولتي محاولاً المضي في العمل.
اكتشفت أن الحجر ليس مناسباً للكتابة. الوقت، الممتد كثيراً، يحيط بي مثل السراب، مانعاً إياي من الحركة. هكذا، كنت أنهض مستعيداً ذكرياتنا المعاندة. ذكريات زمن الحبور وخلو البال.
منذ أن شفيت، أشعر بأن هذه التجربة منحتني طاقة جديدة، إنني حي، وكما تعلم، أنني أحب الحياة.
أنظر إلى السماء والشمس بطريقة أخرى، إنني أشد انتباهاً إلى زقزقة العصافير، وإلى صحة الآخرين، إلى أقاربي وإلى جيراني أيضاً.
سأضع كفوفاً وكمامة قبل أن أذهب لشراء حاجياتي الصغيرة، وسأمر على جارتي في الطابق الثاني، المسنّة جداً، التي تحيا وحيدة، وآخذ منها لائحة مشترياتها. ثم سأنتظر أن تُفتح الحدود كي نلتقي معاً”.

———————————-

موقع آخرخبر، يدعو قراءه الأوفياء، إلى الإلتزام بقواعد النظافة، و اتباع التعليمات و التدابير التي سنتها السلطات طوال فترة الطواريء الصحية، حفاظا على سلامتهم و سلامة البلاد.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...