مسؤولون يرفضون المسؤولية خوفا من الله أما اليوم فيتسابقون إليها خوفا من الفق

بالأمس القريب كانت مدينة القنيطرة تصنف من بين المدن التي تزخر بالعديد من الأندية الرياضية وفي شتى الأنواع، وكانت بحق تشكل قاعدة للممارسين الرياضيين، الذين كانوا بمثابة خزان لا ينضب للعديد من الفرق الوطنية ،بل زودوا المنتخبات المغربية بعناصر مرموقة ابانت عن علو كعبها . وقتها لم تكن لا منشآت رياضية ولا تجهيزات لوجيستيكية ولا تحفيزات مادية على غرار الكرم الحاتمي الذي أصبح اليوم ينعم به الممارس الرياضي، بل كان حب القميص هو الشعار الخالد الذي لا يتنازع حوله اثنان. ولعل من ساهم في انتعاش الحركة الرياضية بعاصمة الغرب هو التسيير المحكم الذي كان ينطوي على حب الفريق ولا شيء غير ذلك. فالمسيرين الذين تحملوا مسؤولية تسيير الفرق الرياضية بالمدينة لم يكونوا يلهثون من وراء تسييرها ،بل كانت تفرض عليهم من طرف محبي وعشاق هذا الفريق أو ذاك لنزاهتهم واستقامتهم، بل منهم من كان يرفض المسؤولية خوفا من الله أما اليوم فيتسابقون إليها خوفا من الفقر. هذا هو واقع حال الاندية الرياضة بهذه المدينة، التي أصبحت وجهة مفضلة لشرذمة من السياسيين والوصوليين والنفعيين للكسب والثراء الفاحش.
والنتيجة أن العديد من الأندية الرياضية أصبحت في خبر كان وطواها النسيان، وأخرى تطل من عنق الزجاجة وانتظر حتفها. إذا كيف السبيل للخروج من هذه الأزمة التي تزداد اتساعا من سنة لأخرى ؟ !؟ الضرورة تدعو كل الغيورين على هذه المدينة للجلوس إلى طاولة الحوار للكشف على مكامن الخلل وبالتالي إيجاد الحلول الموضوعية التي يسهل تفعيلها لإعادة الروح للعديد من الرياضات التي تعاني من أمراض مزمنة قد تفتك بها إذا تماطل القائمون على الشأن الرياضي في معالجتها.
ولن تزدهر الرياضة بهذه المدينة،التي كتب لها أن تبقى في منأى عن كل تقدم وتحضر،الا من خلال ابعاد مجموعة من الباحثين عن تسمين ارصدتهم البنكية على حساب عرق اللاعبين والمؤطرين والمستخدمين.والى جانب هذا وذاك ،يجب تفعيل قانون ربط المسؤولية بالمحاسبة،وعدم التساهل مع مصاصي دماء الفرق الرياضية كيفما كان شأنه . فهل انتم فاعلون ايها المسؤولون


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...