مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
كشف غزو أوكرانيا وإعادة تموضع روسيا كقوة عظمى في مواجهة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 ، كشف العلاقة غير المتوازنة بين أوروبا وأمريكا داخل الناتو.
فالولايات المتحدة لم تعد،تريد تحمل معظم تكاليف الاستقرار والأمن في أوروبا ، التي كانت حتى الآن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في العالم،الأوروبيون ، الذين تترأس فرنسا مصيرهم هذا العام ، وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة روسيا المضطربة التي تمكنت من الاستفادة من الاسترخاء الأوروبي، وإعادة تركيز سياسة التحالفات الجديدة التي تقودها واشنطن.
ان ما يقع الان في اوكرانيا هو شئ اكبر من حرب تقليدية،هو مزيج بين حرب باردة واخرى ساخنة، هو استمرار لتوازن الرعب بين روسيا،وريثة الاتحاد السوفياتي،وبين الاتحاد الاوروبي والناتو وامريكا،وهو ما يعني تفاقم هذه الاوضاع بعد الاعتراف الروسي، ،باستقلال اقليمي”لوغانسك”
و”دونتيسك” الاوكرانيتين،وهي نسخة جديدة، شبه “ازمة الخنازير”،بكوبا سنة 1969، بمساحيق جديدة،وتطور رهيب في الاعلام الرقمي، وادوات العمل الاستخباراتي والديبلوماسي، نسخة جديدة من الصراع الايديولوجي، بين الديموقراطية والحريات واحداثيات السيادة الوطنية، وصراع المصطلحات بين الغزو والاعتداء والانظمة الشمولية من جهة،والتدخل العسكري الخاص وحماية الحدود من جهة ثانية.
حيث يحبس العالم انفاسه،في انتظار ما ستكشف عنه السيناريوهات المتعددة،التي وضعت،وبالتأكيد أن من يتحركون في هذا الصراع،سواء بصورة مباشرة،او عن بعد،هم اذكى بكثير من تطور العقول الصغيرة،الذين يتابعون تطور التاريخ عبر القنوات التلفزية.
وبصرف النظر عن كل الإيماءات وتأثيراتها ، العالم الان في مرحلة تفكيك،لتشكيل عالم جديد ،ونهاية معاهدة يالطا والحرب الباردة التي أعقبتها، مرحلة جديدة من علاقات الصراع بين الشرق والغرب تلوح في الأفق،مع بروز قوى صاعدة في الهوامش قد تخلخل قاعدة التوافقات التقليدية.
صحيح اننا لا ندري كم ستستغرق مدة الولادة ،الا اننا على يقين أن نظاما جديدا في مخاض ، وانه سيولد لا محالة،وعلينا ان نستوعب الدرس ،فالعالم سيدخل مرة أخرى في منطقة اضطرابات، ستحدد في النهاية،تحالفات جديدة،و ظهور أقطاب تحالفات استراتيجية مبنية على مصالح اقتصادية ومالية أكثر منها ايديولوجية.
وإذا كانت أوروبا ستستغرق وقتًا طويلاً لتستجمع أنفاسها وتعيد بناء هياكل أكثر قوة وموثوقية ، فإن أمريكا في سباق مع الزمن ، ليس فقط لتحديث فعالية تحالفاتها القادمة ، ولكن أيضًا للحد من الطموحات المفرطة ل”فلاديمير بوتين”.
وقداصابت المملكة المغربية صنعا،باعلان موقفها الثابت،قبل تبني الجمعية العامة للامم المتحدة،قرارها المطالب لروسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد اوكرانيا، باغلبية 141 صوتا فيما عارضته 5 دول وامتنعت 35 من ضمنهم المغرب من بين 193، وغياب بلادنا على التصويت على هذا القرار،هو امتداد لروح موقفها،المرتكز على امرين مبدئيين:دعم الوحدة الترابية لكل الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة،ومن بينها بكل تاكيد جمهورية اوكرانيا،ورفض منطق حل الخلافات بالقوة العسكرية،بدل التركيز على الديبلوماسية، والحلول السلمية لمعالجة القضايا،وهي رسالة مشفرة الى الاتحاد الاوروبي،ان الرباط سئمت من تقاعس دوله من دعم الطرح المغريي لانها النزاع المفتعل ضد وحدته الترابية.
وخلاصة القول علينا ان نكون متحدي الصفوف، لان ما يهمنا في المقام الاول هو الحفاظ على المكتسبات الاستراتيجية التي حققتها بلادنا على جميع الاصعدة، وتقوية قدراتنا الدفاعية، عن وحدتنا الترابية ضد كل الاخطار،لاننا في حاجة الى عالم خال من كل اشكال الظلم والاستغلال والاستبداد،عالم ينبذ الحروب والفتن ويحمي كوكب الارض من الثلوت والمخاطر النووية والمناخية المحدقة.