Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

الاصلاح يتطلب المحاسبة الصارمة ومعاقبة المفسدين.!..

“قال رسول الله صل الله عليه و سلم : {إذا ضُيِّعَتِ الأمانة فانتظر الساعة، قالوا: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة}”.
* لكل عمل أهله، و لكل ميدان فرسانه، فإذا قام بالعمل من ليس له بأهل، فقد ضاعت الأمانة، وكانت سبب تخلف و تراجع في كل الميادين، ولهذا أمرنا الله تعالى بإسناد الأمور إلى أهلها، في قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}.
فكيف نريد أن نتقدم ونحن نترك كلام المختصين والمسؤولين المكلفين، ونستمع إلى أشخاص لا تكوين علمي أو أكاديمي لهم، تجدهم في مواقع التواصل الإجتماعي يفتون في كل شيء ويشككون في كل أمر.
من هنا نساهم في تخلف مجتمعنا، و ماوصلنا إليه من تخلف و إنحطاط، فإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أوصانا بقوله{ إسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}، فاننا للأسف تجاوزنا وصية رسول الله وكلام رب العالمين، و أصبحنا نتبع من يفسدون أفكار مجتمعنا وينشرون الفتنة و الإنحلال والأكاذيب والإشاعات، و في الأخير نلوم الدولة و الحكومة.
فمتى نعمل بهذه الوصايا
الربانية؟، فالوعي يبدأ حينما نبحث عن الخبر من مصادر موثوقة، لان الإصلاح يبدأ، حينما نهتم بالأمور التي تعود علينا و على المجتمع بالخير، و الكارثة الكبرى هي أن نهتم بالتفاهات و في الأخير نطالب بالإصلاح.
وان كنا نطالب الدولة بتحريك المفتشيات العامة و المجلس الأعلى للحسابات، للقيام بجرد وإفتحاص لكل الأموال التي خصصت لإنجاز المشاريع أو دعم للمقاولات أو التعاونيات أو الجمعيات، في إطار التنمية البشرية، مع إحالة كل تلاعب أو إختلاس للأموال رأسا على رئاسة النيابة العامة، لأنه لم يعد مقبولا أو مستساغا أن تستمر جهة كيفما كانت،بالتلاعب بالمال العام، وربما يجب الإستعانة بمراقبة التراب الوطني لرصد كيفية تلاعب وتزوير بعض الهيئات للفواتير للتضخيم فيها، مع كشف المسؤولين الذين يتورطون معهم في ذلك، لأنه لم يعد مقبولا التغاضي عن مثل هذه الألآعيب الصبيانية، دون محاسبة صارمة للمفسدين، والا فإن الحال سيستمر كما هو عليه، وهذا سيؤدي حتما إلى فشل المشروع التنموي الجديد، وأي مشروع مهما كانت جديته، لهذا فإن نجاح المشروع التنموي الجديد و نجاح أي برنامج أو مخطط إصلاحي بالمغرب، لا يمكن أن يكتمل إلا بمحاسبة صارمة للمفسدين وتقديمهم للعدالة، كما أن هذه القرارات هي من تعيد ثقة الشعب في مؤسسات وطنه و في جدية الدولة في الإصلاح ومحاربة الفساد.
و على نواب الأمة الإسراع بإخراج القوانين التي تعاقب الإثراء الغير المشروع وقانون من أين لك هذا؟، و القانون الجنائي، مع تكوينهم لجان تقصي الحقائق في قضايا عدة، تكون محط نقاش أو تساؤل من الرأي العام الوطني.
وبمناسبة شح الأمطار و تضرر الفلاحين والكسابة الصغار،وتفعيلا لتوجهات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك “محمد السادس”،في اطار العناية الملكية الخاصة التي مافتئ جلالته يوليها لساكنة العالم القروي،ولكل مكونات القطاع الفلاحي،فقد أعطى جلالته ،أمره المطاع خلال استقباله لرئيس الحكومة، بمعية وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات،ان يساهم صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية،بمبلغ 3ملايير درهم،في البرنامج الاستعجالي الذي أعدته الحكومة،والذي ستبلغ تكلفته الاجمالية مبلغ عشر ملايير درهم،للتخفيف من اثار تأخر التساقطات المطرية،والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين،وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية،علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي، الامر الذي يفرض الضرب بيد من حديد على المضاربين والمتلاعبين بالأسعار، ومراقبة صارمة لرجال السلطة وللمسؤولين المكلفين بمراقبة وتوزيع الدعم لصغار الفلاحين والكسابة.
إن المرحلة التي تمر منها بلادنا المغرب، تحتاج إلى الشدة و الحزم في التعامل مع قضايا الفساد، وعلى السادة المسؤولين بالحكومة و نواب الأمة و بمختلف الإدارات والمرافق العمومية،استحضار توصيات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك “محمد السادس ” المنصور بالله، في العديد من الخطابات الملكية السامية، سواء أمام الشعب المغربي الوفي، أو أمام نواب الأمة تحت قبة البرلمان، عزم جلالته نصره الله محاربة الفساد في كل أشكاله وتجلياته، ودعا جلالته الجميع لذلك، و على المجلس الأعلى للحسابات تقديم كل الملفات التي بها خروقات أو إختلاسات للمال العام، عندما يقوم بالإفتحاص، إلى رئاسة النيابة العامة لتحريك المتابعات القضائية، فالقانون فوق الجميع.
كما أن هناك أمر آخر لا يقل أهمية، على الحكومة أن تعمل على ترسيخ الثقافة القانونية لذى المواطنين وخاصة العامة منهم، و إعطاء التعليمات لكافة الإدارات و المرافق العمومية و تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، حيث سبق لجلالته حفظه الله و أمام نواب الأمة، أن طالب بالرد على شكايات المواطنين و تظلماتهم، ردود مقنعة، لأنه للأسف الشديد بعض المواطنين عندما لا يتم الرد على شكاياتهم و تظلماتهم، يعتقدون أنهم مظلومين، فيلجؤون إلى قنوات على اليوتيوب، حيث للأسف يجدون بعض الأشخاص لا ضمير لهم، همهم البحث عن البوز ولو على حساب جراح و مصائب الفقراء و المكلومين، فيقومون بتضخيم الأحداث و نشر التهم، وهناك من يشككون في نزاهة المؤسسات الدستورية، دون أن يعلموا أنهم يسيؤون لسمعة الوطن و مؤسساته، لهذا إذا كنا ندعوا الحكومة للإنكباب على هذا الأمر، بنشر ثقافة قانونية و حث الإدارات و المرافق العمومية على الإسراع بالرد على شكايات المواطنين وتظلماتهم، علينا الإحتياط من الوقوع في شراك هذه القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي،التي هم أصحابها الربح المادي و البوز على حساب المواطنين، وسمعتهم و سمعة أسرهم، قنوات غالبيتها تبحث عن البوز بالتضخيم
والتهويل والفضائح،لا تهمهم مصلحة الوطن ومواطنين، جعلوا من الفضاء الأزرق مجرد سيرك للفرجة، حتى ننسى القضايا المصيرية،و يكسبون من وراء ذلك الملايين، هذا يفضح تلك، وهذه تسب الآخر، و هذه تتكلم عن نصائح طبية دون مستوى تعليمي أو تخصص، و هذا يهاجم هذه الجهة أو تلك، و يلعب دور المحلل السياسي،و المواطن يتفرج، ويضيع وقته في التفاهات، وينسى قضاياه المصيرية والوطنية، و هو يجهل أن المغرب مستهدف من جهات كثيرة،منها دول ومنظمات وجمعيات حقوقية، لإلهاء وإبعاد المواطنين عن القضايا التي تهمهم، لأنه في الوقت الذي يتم إلهاء المواطنين بالتفاهات، نجد هناك مسؤولين، سياسيين، جمعويين، ومنتخبين، يراكمون الملايير على حساب ميزانيات، كان يمكن أن تخصص لبناء مرافق حيوية تحتاجها بعض الجهات .
فكن اختي المواطنة وأخي المواطن ، يا من تبحثان عن الكرامة و العيش الكريم لك ولأبناء هذا الشعب العظيم، ان تكونا حذرين من لوبيات الفساد الذين ينهشون في لحمكم وشرفكم، وتعلما ان لهم كتائب وجرائد ومواقع على اليوتيوب، هدفها خلق مواضيع تافهة لإلهاء المواطنين عن المشاكل الحقيقية التي يتخبطون فيها ؟، قنوات تبحث عن الفضائح و الجري وراء عورات الناس، لأنهم يعتقدون أن المواطن البسيط عقله تافه، يشغل نفسه و حديثه اليومي في فضيحة الفنانة فلانة، أو طلاق المغني فلان، أو فقيه يتحدث عن السحر أو عذاب القبر،لدغدغة المشاعر وإلهاء للعقول، و الهدف واحد خلق مواطن بعيد عن ما ينفعه، مواطن ينسى الصحة والتعليم و النقل ، ويشغل باله بمواضيع تافهة، لا علاقة لها بالحياة اليومية.
انهم عندما ينشرون فيديوهات على اليوتيوب وتدوينات على مواقع التواصل الإجتماعي، تهاجم ثوابت و رموز الدولة، و يختفون خلف مطالب إجتماعية للتمويه، ويتظاهرون بالدفاع عن مصلحة الوطن والمواطنين، هل تعلم أن هؤلاء الأشخاص غالبيتهم مأجورين لتنفيذ مخططات، لجر البلاد إلى المجهول؟.
علينا ان نكون حذرين من الانتهاويين، لوبيات الفساد،حتى لا يستغفلنا أحد أو يدغدغ مشاعرنا، و أن نبحث بعمق عن الحقيقة، وأن نهتم بما يعود بالنفع علينا وعلى أبناء وطننا، و أن نساهم في الإصلاح و بناء الوطن، ونحارب الرشوة في جميع المرافق العمومية والشبه العمومية، لا أن نهدم أساس الاصلاح، تحت أكاديب إصلاح مزعوم، أو محاربة فساد تخفي جبلا من الخيانة لتضليل المواطنين.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...