مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661549296 +212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
عرف العالم عدة تحولات سياسية و اقتصادية و اجتماعية هاته الأخيرة كان لها تأثير على العالم بصفة عامة و منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصفة خاصة . وقد عرف العالم أربع موجات حضارية بدءا من الموجة الحضارية الأولى التي عرفت ظهور الزراعة و الثورة الزراعية ، ثم الموجة الحضارية الثانية التي تجلت في ظهور الصناعة و تطورها و ظهور المكننة ، ثم الثورة الرقمية البسيطة التي تميزت بظهور الحاسوب و البرمجيات و اخيرا الثورة الرابعة التي عرفت ظهور الذكاء الاصطناعي و البيانات الضخمة و انترنيت الأشياء و الأمن السيبراني و التكنولوجيا الحيوية .
لكن بالمقابل يتضح أن المنطقة العربية لم تجاري هذا التطور الحاصل على مستوى العالم وهذا يتبين من خلال التقرير العربي للتنمية المستدامة لسنة 2020 الصادر عن منظمة الاسكوا يتضح أن :
ولعل من أبرز الإشكالات التي تحول في عملية الاندماج و مجاراة الثورة الصناعية الرابعة في المنطقة العربية هناك :
حيث يظهر تركز الثروة في أيدي النخب الاقتصادية و السياسية و بالتالي اتساع الهوة بين الفقراء و الأغنياء. مع غياب العدالة المجالية في توزيع الثروة مما أثر بشكل جلي على التنمية المجالية و بالتالي تم خلق طبقتين بورجوازية و بروليتارية مع دحض و تقليص الطبقة المتوسطة التي تعتبر صمام الأمان، بالإضافة إلى هيمنة القطاعات ذات الانتاجية المنخفضة ، وتركز القطاعات النشطة في مجال الخدمات التي تتطلب عمال ذوي مهارات منخفضة و انتاجية متدنية.
عدم الاتساق بين التعليم و احتياجات سوق العمل و بالتالي نقص كبير في عدد القوى العاملة. مع نقص التنويع الاقتصادي و عدم فعالية سياسات سوق العمل .
أبرز تحدي هو محدودية الاستثمار في البحث و التطوير فالإنفاق في هذا المجال لا يتعدى 0.64% من الناتج المحلي الإجمالي ، بحيث أن المتوسط العالمي للإنفاق في البحث و التطوير هو 1.73% . في حين أن عدد الباحثين لكل مليون نسمة لا يتجاوز 744 باحثا و هو أقل من المتوسط العالمي الذي يمثل 1267 باحثا لكل مليون نسمة.
حيث يشكل عدم كفاية الموارد البشرية و القوى العاملة عقبة كبيرة أمام تحقيق الازدهار الاقتصادي و بالتالي صعوبة التوافق بين العرض و الطلب و صعوبات انتقال الشباب من الدراسة للعمل و أمام ضعف التنسيق بين السياسات الاقتصادية و الاستراتيجيات التعليمية تضيع الفرص المتاحة على الشباب خاصة في مجال الصناعات الخضراء و الاقتصاديات الرقمية خاصة وبالتالي فالتعليم في وضعه الحالي لا يدعم التحول إلى الابتكار في البحث و الصناعة و بالتالي لا يمكن إدارة البحث و التطوير و الرقي بهما بمعزل عن إصلاح النظام التعليمي.
حيث يتضح أن هناك ضعف الربط بين الإنفاق على البحث و التطوير و نمو الناتج المحلي الإجمالي ، بالإضافة إلى ضعف تسخير الابتكار و تشجيع سياسة الإبداع لإيجاد فرص عمل من أجل تحسين الصناعات و الخدمات ، ضف على ذلك ضعف الترابط بين المجال الأكاديمي و العلوم و الصناعة بفعل القيود على المعلومة و التمويل في الوسط الأكاديمي.
إن التعليم اليوم في الوطن العربي لا يساعد بشكل جلي على تشجيع الإبداع و الابتكار و بالتالي تتسع الفجوة بين البحوث الأكاديمية و الاحتياجات التنموية مما يسهم في ارتفاع البطالة و بالتالي فنحن أمام خيارين إما تذليل البطالة من خلال رسم سياسات تشغيلية محددة في المجال و المدة و تشجيع البحوث و أجرأتها على أرض الواقع من خلال مشاريع مبتكرة و مبدعة تلبي الاحتياجات التنموية ، وإما فنحن نقوم بتأزيم الوضع أكثر مما هو عليه.
يتضح أن معظم الدول العربية عمدت إلى التنويع الاقتصادي من أجل خلق ما يكفي من فرص العمل اللائق، إلا أن ذلك لم يوف بالنتائج المطلوبة و بالتالي اتسم النمو الاقتصادي بالبطء أو الركود أو التراجع وهذا اتضح بشكل جلي من خلال السياسات الحكومية التي تحاول تشجيع الاستثمارات الأجنبية و الوطنية على خلق المزيد من فرص العمل. بالإضافة الى ذلك لازالت إمكانات القطاع الخاص قاصرة على تحفيز الصناعة و البنى التحتية و الابتكار و الاستثمار في هذه المجالات و الدفع بالمنطقة قدما في مجال التكنولوجيا ، حيث يتضح أن الاستثمار في مجال التكنولوجيا في الدول الغير النفطية ضعيف بالمقارنة مع الدول النفطية وبالتالي نلاحظ هيمنة القطاعات المنخفضة الانتاجية التي لا تساعد في الدفع قدما بتطوير الصناعة و تحسين قدرتها التنافسية رغم المجهودات المبذولة من قبل الدول في هذا المجال.
يظهر التقرير العربي للتنمية المستدامة لسنة 2020 إخفاق معظم الدول العربية في تحفيز و إنتاج المعرفة بفعالية لأنها تركز على توسيع البحث و التطوير بمعزل و دون إشراك مجتمع الأعمال و بالتالي لايتم التنسيق و الربط بالشكل المطلوب، لذا يجب إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالعلم و التكنولوجيا و الابتكار .
فبالرجوع إلى مؤشر المعرفة لسنة 2020 نلاحظ أن الدول العربية احتلت مراكز متقدمة و متوسطة بالنسبة للدول النفطية و متأخرة بالنسبة للدول غير النفطية ، فعلى سبيل المثال احتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة 15 عالميا من أصل 138 دولة التي شملها البحث أما على مستوى مؤشر البحث و التطوير و الابتكار احتلت الإمارات العربية المتحدة المرتبة 29 ، في حين احتل المغرب المرتبة 83 من أصل 138 على المستوى العام ، أما على مستوى المؤشرات القطاعية احتل المرتبة 82 على مستوى البحث و التطوير و الابتكار، هذا على سبيل المثال و بالتالي أصبح لزاما إعادة النظر في السياسات المتعلقة بالعلم و الابتكار و التكنولوجيا وربطها مع مجتمع الأعمال.
المصادر :