Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

الحلقة 24 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع (أسر شهداء حرب الصحراء المغربية)/ بقلم ليلى أشملال

بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا سنتحدث عن الماضي ،الحلقة 24 من سلسلة في زمن الحرب و الجوع (أسر شهداء حرب الصحراء المغربية)

نهضت من النوم قبل وصولي بقليل، أستعجل الدقائق المتبقية شوقا لرؤية أمي و إخوتي، توقف القطار أخيرا بنا في المحطة، نزلت مسرعا أبحث عن سيارة أجرة تقلني لحينا، كنت أتمعن في الطرقات، مرت سنة ولا شيء تغير في هذه المدينة البائسة! توقفت “التاكسي”، منحت السائق خمس دراهم ثم توجهت نحو بيتنا، رآني أخي ابراهيم فدخل للمنزل وهو يصرخ “لقد جاء أخي عمر لقد جاء”، لقد اندهشت أمي كثيرا حينما رأتني واقفا أمامها كادت تبكي من فرحتها، قبلت رأسها و سلمت على إخوتي و قمت بوضع ابراهيم على حجري لأسلمه هديته الصغيرة، لا شيء تغير في المنزل أيضا بعض الاصلاحات الطفيفة فقط، سألتني والدتي عن العمل وعن تفاصيل أخرى، مرت ساعة وأنا أحدثها عن عملي وسكني وعن الضيعة، لاحظت غياب أختي التي لم تأتي لتسلم علي فسألت أمي عنها، لكنها صمتت ولم تجب، أخي الصغير عبد العزيز قال أنها مريضة، لكن صمت أمي أربكني فأعدت السؤال عليها

– الواليدة فينا هي ختي خديجة؟

– راها ناعسة أولدي

– واش مريضة

– غير عيانة شوية وصافي

كنت على وشك النهوض لرؤيتها حينما سمعت دقا على الباب، ذهبت أمي لتفتح سمعت صوتا نسائيا فعلمت أن لها موعد مع إحداهن أي أنها لا تزال تمارس أعمال “تشوافيت”، خرجت من المنزل متوجها نحو القهوة لرؤية بعض الأصدقاء، ولم أعد للبيت إلا بعد صلاة الظهر، وجدت والدتي في المطبخ، سألتها عن النسوة فأكدت لي أنهن قد ذهبن، ثم طلبت مني غسل يدي لتناول الغداء، بينما أمرت ابراهيم بمناداة خديجة للاجتماع معنا على المائدة، بعد الجلوس شرعت أمي بتفريق الخبز، رائحة “الطاجين” الشهية، جعلتني أبدي لها اشتياقي لأكلها اللذيذ فابتسمت، جاء أخي ابراهيم للجلوس بجانبي ثم بعد دقائق التحقت بنا أختي خديجة التي قبلت يدي، لقد كانت شاحبة الوجه و تتمتم في الكلام، لم أراها هكذا من قبل، لقد تركتها مثل الوردة الجميلة التي تنفتح ببطء على الحياة.

– مالك أختي كتباني مهلوكة؟

-غير عيانة شوية نتا لباس عليك؟

– بخير الحمد لله

–  إوا الله ينور طريقك أخويا

– آمين

بعد هذه المحادثة الصغيرة حل صمت رهيب، لا أعرف سببه، لكني أحسست وكأن هناك شيء يريدون إخفاءه عني، لكنني لم أسألهم، بعد الغداء ذهب عبد العزيز للعب قرب المنزل بينما ذهبت أمي لغرفتها كي تأخد قيلولتها النهارية المعتادة، بينما توجهت أختي للمطبخ لجلي الآواني، وقفت بجانبها أسألها عن أحوالها وسبب تعبها، فكانت تجيب بصوت هادئ أكاد أسمعه بصعوبة، فلم أحب أن أتعبها أكثر تركتها و ذهبت لأرتاح أنا أيضا.

أخدني نوم جميل افتقدته مند مدة، لكن بعض الوشوشة التي كانت تصلني من غرفة أمي أفسدت علي الاستمتاع  بهذا النوم الهنيئ، كانت تصلني بعض الكلمات فقط لم أفهم لماذا كل هذه الوشوشة و ما سببها؟؟، اقتربت من غرفة أمي التي كانت تتحدث مع أختي بصوت منخفض كالهمس، سمعت شيئا واحدا فقط ” اصمتي الآن قبل أن يستيقظ أخاك ويسمعنا، لا يجب أن يعلم شيئا عن الموضوع وإلا ستكون كارثة”.

هذه الجملة أكدت شكوكي السابقة، حينما صمتا رجعت لمكاني و أنا كلي رغبة في معرفة هذا الشيء الذي يصرون على محاولة إخفاءه عني بشدة.

حلقة كل خميس

من توقيع ليلى اشملال


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...