Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

ليلى أشملال : الحلقة 11 من سلسلة في زمن الحرب والجوع (اسر شهداء حرب الصحراء المغربية)

بما ان المؤسسات العسكرية تنكرت لمستقبلنا ،سنتحدث عن الماضي .الحلقة 11 من سلسلة في زمن الحرب والجوع (اسر شهداء حرب الصحراء المغربية)

استيقظت من القيلولة قبيل العصر بقليل، أيقظني أخي ابراهيم، تحسست يداه الصغيرة تدخل في جيب سروالي البالي، فنهضت مفزوعا؛ ضحكت كثيرا لمنظر وجهه البريء حينما أمسكت بيده، تمنيت لو استطعت أن أبقيه صغيرا دائما لا هم له سوى سرقة قطعة نقدية لشراء بعض الحلوى أو منحها لرفيقه في الحي الملقب ب “صاحب الكورة” كي يسمح له بالدخول في مجموعته للعب جولة كروية معهم…
حتى الأطفال الأبرياء تعلموا كي يستغلون الفرص كسبا للمال بأي طريقة! ذكرني ذلك بطفولتي المغتصبة حينما كنت أكتفي بمشاهدتهم يلعبون فقط وأتحسس الحجارة بقدماي الصغيرتان على أنها كرة!
منحته درهمين هما كل ما وجدته في جيب سروالي المتسخ، ووعدته بشراء كرة صغيرة له فور حصولي على بعض المال، قبلني برفق قائلا ” بغيت كورة كبيرة بحال ديال عمر ” ثم انطلق بسرعة نحو بقال الحي…
مازالت بعض النساء في الغرفة داخلا مع أمي، وما زلت ذلك الطفل الفضولي الذي كنته سابقا، استغليت فرصة غياب أختي التي على الأرجح في مشادة كلامية مع رفيقاتها، ثم ذهبت لأسترق السمع بكل أريحية، لقد كانت للغرفة نافذة تطل على وسط المنزل أو ما نسميه “المراح” وكانت بها بعض الشقوق، حاولت النظر من خلالهم، لم أستطع سماع أي شيء، لكنني رأيت إحداهن تمسك بلسان كائن ما، بدا لي كأنه لسان حمار ملفوف داخل قطعة ثوب، أخافني المنظر كثيرا، مالذي يحدث داخلا!؟
إحساسي يخبرني أن شيئا قذرا يحصل هناك…

– شنو كدير !؟
جاء سؤال أختي من الخلف، قفزت من مكاني لأن عقلي كله كان مركزا مع ما كنت آراه
– والو، واش وجدتي أتاي راه العصر هذا
– واحد شوي يكون واجد راني كنت مع لبنات..

جلست القرفصاء منتظرا خروج النسوة للتحدث مع أمي، وفي انتظار الشاي ذهبت بي الأفكار لعالم آخر… عالم السحر والجان.
فكرت في إمكانية التحدث مع أختي لتساعدني في إقناع أمي للعزوف عما تفعله من “شعوذة”، لأنني لم أعد مرتاحا بعد كل مارأيته، صرفت نظري عن ذلك سريعا، أختي لن تستطيع فعل أي شيء فلا هم لها سوى إغاظة رفيقاتها بشكل غير مباشر، وهذا سبب إختفائها عن الأنظار بعد الغذاء مباشرة، فغالبا ما كنت تحدثهن عن تجربتها في طهي “الدجاج المحمر فالفران وقلي الفريت” الأكلة المحبوبة التي تعتبر وليمة في نظر أبناء الحي الفقراء.

يتبع
حلقة كل خميس
من توقيع ليلى اشملال


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...