Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

ليلى أشملال تكتب : الحلقة -3- من سلسلة:في زمن الحرب والجوع ( اسر شهداء حرب الصحراء المغربية )

ربما الحياة هي من جعلته على تلك الطباع الصارمة….هل سيكون لي أولاد يوما ما!!! هل سأقسوا عليهم أيضا!؟

رجعت إلى دارنا بذلك الحي الشعبي الفقير، علمت أمي من تقاسيم وجهي أنني لم أبع شيئا وأنني لم أحصل على المال، لكن مازلت في نظرها ذلك “المطور” كانت تفضلني أمي عن ما تبقى من إخوتي الذكور لأنهم لم يكونو يوما بذلك الذكاء والحذر الكافي لكي لا يخدعوا من طرف الآخرين…من طرف أولئك الذين يعلمون أن لنا أبا استشهد في الحرف وأننا يتامى وأن لا أحد يحمينا من بطش الظالمين، أنا صغير في السن لكنني حميت عائلتي دائما، وتعبت كثيرا في شوارع القهر لأوفر لنا ما يضمن لنا عيشة كريمة، ما نستطيع أن نسد به جوعنا دون أن نلجأ لمد يدينا للغير، تقول والدتي “لو كان المرحوم حيا ما رضى لنا عيشة الذل أبدا…” أتساءل لو كان على قيد الحياة فهل كان سيضربني حينما سرقت لأول مرة “قفة” من السوق!! هل كان سيوبخني؟ تقول أمي أنه يراني من السماء!! فهل كان راض عني ذلك اليوم؟؟ أنا لم أفعل ذلك عبثا! ماكان لي من خيار آخر، أنا الطفل الصغير الذي جعلته الحياة رجلا كبيرا في سن مبكرة ما كنت أرضا أن أرجع لوالدتي خالي الوفاض….كانت سبع أفواه جائعة تنظر إلي وما كان في جيبي من دراهم! فما عساني أفعل!!!

تلاشت هذه التساؤولات حينما رأيت إمرأة بخمار أسود تدخل منزلنا بصحبة جارتنا “رقية”، لم أراها قبل هذا اليوم لكنها تبدوا مألوفة، سألت أمي عن سبب قدومهم ،قالت لي لا تتدخل في أمور لا تعنيك، لكنني لاحقا علمت سبب قدوم تلك السيدة وغيرها من النساء، حينما شتمني ذلك الجرو الصغير قائلا لي ” روح يا ولد السحارة، يالمشعود…”، لم أستوعب حينها ما قاله لي، لكنني وبعد تحريات صغيرة فهمت كل شيء، لم أحب مصارحة أمي كما أنني لم أكن سعيدا بالوضع أبدا، لم يكن يعنيني ما قاله ذلك الولد المتسخ ولكن ما قد آلمني حقا هو العصيان الإلهي الذي تقوم به والدتي!!! يمكن لله أن يغفر لي سرقتي فهو يعلم دافعي لذلك لكن هل سيغفر لأمي شركها!!! تسألني أختي إن كان يعتبر شركا!!” نعم سمعت ذلك من فقيه الحي كان يناقش أحدهم، وسمعته يقول أن السحرة ملعونون و أن مايقومون به هو شرك بالله!!!!

حذرت أختي من أن تتحدث مع أمي في الموضوع، هي التي كانت ترافق من هب ودب إلى تلك الغرفة التي إتخدتها والدتي “غرفة لإستقبال ضيوفها من النساء”…..

#يتبع

حلقة كل خميس

من توقيع ليلى اشملال


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...