مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
الرباط – 8 أكتوبر 2025
في خطوة فسرت على نطاق واسع بأنها تعكس وعيا سياسيا متناميا لدى الجيل الجديد من الحركات الاجتماعية، أعلنت حركة GenZ 212 مساء الأربعاء عن تعليق جميع أشكال الاحتجاج والتظاهر التي كانت مبرمجة ليوم الجمعة 10 أكتوبر، بالتزامن مع افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان المغربي.
وفي بيان رسمي أصدرته الحركة، بررت هذا القرار بـ”الاحترام الواجب لصاحب الجلالة الملك محمد السادس – نصره الله – وتقديرا لما يكتسيه خطابه السامي من رمزية وطنية ومؤسساتية”، خاصة وأن هذا الخطاب يشكل تقليدا دستوريا يؤطر انطلاقة السنة التشريعية ويحدد ملامح المرحلة السياسية المقبلة.
خلفيات القرار وتوقيته
كانت حركة GenZ 212، التي ظهرت في الساحة خلال العامين الأخيرين كامتداد شبابي لحركات اجتماعية رقمية، قد دعت إلى وقفات ومسيرات احتجاجية سلمية بعدة مدن مغربية، مطالبة بتحسين شروط العيش، والولوج العادل إلى سوق الشغل، وتوسيع هامش الحريات الفردية، إلى جانب إصلاحات تتعلق بالتعليم والصحة والعدالة المناخية.
لكن اختيار الحركة تعليق هذه التحركات بالتحديد في يوم الخطاب الملكي يعكس – وفق عدد من المراقبين – تحولا نوعيا في أدبيات الاحتجاج، يقوم على المزج بين التعبير عن المطالب الاجتماعية والسياسية، وبين الحفاظ على روح المسؤولية الوطنية واحترام رموز الدولة.
موقف سياسي أم مناورة تكتيكية؟
يختلف المحللون في تفسير هذه الخطوة. فبينما يرى البعض أن قرار GenZ 212 ينمّ عن نضج سياسي وتقدير للمؤسسات الدستورية، يعتبر آخرون أن الحركة تسعى من خلال هذا التعليق المؤقت إلى كسب شرعية أوسع، عبر الابتعاد عن أساليب التصعيد في لحظات رمزية حساسة، مما قد يُعزز من صورتها كمحاور اجتماعي محتمل في المستقبل.
وفي هذا السياق، تقول أستاذة العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الدكتورة فاطمة الزهراء الرغاي، إن “الحركات الاجتماعية الشابة، كـ GenZ 212، تدرك أن الفضاء العمومي المغربي لا يحتمل القطيعة، بل يتطلب قدراً من البراغماتية السياسية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمؤسسة الملكية التي تحتفظ بمكانة رمزية ووظيفية قوية في النظام السياسي المغربي.”
هل يرتقب تجاوب رسمي مع مطالب الحركة؟
حتى الآن، لم يصدر أي رد فعل رسمي من الحكومة أو البرلمان بشأن المطالب التي ترفعها GenZ 212، غير أن تعليقهما المؤقت للتحركات قد يُتيح – وفق بعض المراقبين – نافذة للتهدئة والحوار، خاصة إذا تضمّن الخطاب الملكي إشارات مباشرة أو غير مباشرة إلى القضايا التي تثير قلق الشباب المغربي، كالتشغيل، والتعليم، والعدالة الاجتماعية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة في 2026، ينتظر أن تتزايد الضغوط على الفاعلين السياسيين للاستجابة لمطالب الجيل الجديد، الذي يبدو أكثر تنظيماً وتأثيراً في الفضاء الرقمي مقارنة بالأجيال السابقة.
⸻
في سطور: ما هي حركة GenZ 212؟
• حركة شبابية ظهرت سنة 2023 عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
• تتكوّن من طلبة، خريجين عاطلين، وفاعلين مدنيين مستقلين.
• ترفع مطالب ذات طابع اجتماعي واقتصادي وحقوقي.
• تستلهم استراتيجياتها من حركات شبابية دولية تعتمد وسائل احتجاج غير تقليدية.
• تعتمد التنظيم الأفقي والتعبئة الرقمية بدل الأشكال الكلاسيكية.
⸻
متابعة مستمرة:
سيتابع طاقمنا الإعلامي مجريات الخطاب الملكي يوم الجمعة، وتحليل مضامينه السياسية والاجتماعية، ومدى تجاوبه مع انتظارات فئة الشباب المغربي، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي تؤثر على الواقع الداخلي.