المغرب يطلق أول رحلة جوية مستدامة نحو أوروبا باستخدام وقود طيران صديق للبيئة

في خطوة غير مسبوقة تعكس التزام المغرب بتطوير قطاع طيران أكثر استدامة، شهدت الأجواء الخميس انطلاق أول رحلة جوية تربط المملكة بأوروبا باستخدام وقود الطيران المستدام. الرحلة، التي نظمتها الخطوط الملكية المغربية بشراكة مع “فيفو إنيرجي المغرب”، أقلعت من مطار مراكش المنارة نحو مطار باريس أورلي على متن طائرة بوينغ 737 NG، وعلى متنها 151 راكبًا.

هذه المبادرة الطموحة تأتي ضمن جهود المغرب الرامية إلى تقليل البصمة الكربونية للنقل الجوي، وتعزيز ريادته في مجال الطاقة المستدامة. وقد ساهم استخدام الوقود المستدام في هذه الرحلة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 10 أطنان، أي ما يعادل خفضًا بنسبة الثلث مقارنة بالوقود التقليدي. يعتمد هذا الوقود على مزيج من مكونات متجددة، مثل الكتلة الحيوية والزيوت المستعملة، مما يتيح تقليص الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 80% على مدار دورة حياته.

وتأتي هذه الخطوة تماشيًا مع القوانين الأوروبية التي تفرض، ابتداءً من عام 2025، استخدام حد أدنى من وقود الطيران المستدام في عمليات التزود بالوقود داخل الاتحاد الأوروبي. كما أنها تجسد توجه الخطوط الملكية المغربية نحو طيران أكثر مسؤولية، من خلال تنفيذ مجموعة من المبادرات البيئية، مثل استخدام الطاقة الشمسية وتقليل استهلاك الوقود وإعادة تدوير النفايات.

في هذا السياق، أكد ماثياس دو لارمينات، المدير العام لـ”فيفو إنيرجي المغرب”، أن هذه المبادرة تمثل قفزة نوعية في تقليل انبعاثات الكربون بقطاع الطيران، مشيرًا إلى أن الشركة ستواصل جهودها لدعم التحول الطاقي في المغرب. من جانبه، أوضح حميد عدو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أن هذه الرحلة تمثل بداية عهد جديد في الطيران المغربي، مع التركيز على تحقيق الاستدامة البيئية دون التأثير على الأداء والراحة.

هذه الخطوة تعزز مكانة المغرب كدولة رائدة في إفريقيا في تبني حلول الطيران المستدام، مما يعكس التزامه بالمساهمة الفعالة في مكافحة التغير المناخي، وتقديم نموذج يُحتذى به في التحول نحو طاقة نظيفة في قطاع النقل الجوي.