من زلزال الحوز إلى أسطورة البرنابيو.. عبد الرحيم يرسم بدموعه قصة أمل
شارك
آخر خبر
في واحدة من أبهى صور التضامن الإنساني، وقف الشاب المغربي عبد الرحيم أوحيدة، يوم السبت، على عشب “سانتياغو برنابيو”، أحد أكبر معاقل كرة القدم في العالم، ليمنح شرف إعطاء انطلاقة مباراة ريال مدريد أمام إسبانيول.
عبد الرحيم الذي فقد معظم أفراد أسرته في زلزال الحوز، تحوّل من رمز للألم إلى أيقونة للأمل. ظهوره السابق على شاشة التلفزيون وهو يبكي مرتديًا قميص ريال مدريد لم يمر مرور الكرام؛ فقد لامس قلوب الملايين، ووصل صداه إلى إدارة النادي الملكي التي سارعت إلى استدعائه رفقة أفراد من أسرته المكلومة.
وعندما لمس عبد الرحيم الكرة أمام آلاف الجماهير، دوّى التصفيق في أرجاء البرنابيو. لم يكن ذلك تصفيقًا لمباراة عادية، بل كان رسالة حب ومؤازرة لطفل جريح، حمل قميص الريال كدرع أمل، ووجد في كرة القدم حضنًا يعوضه جزءًا من خسارته الكبيرة.
عناقه مع نجوم النادي، وخصوصًا مع كيليان مبابي، ودموعه التي اختلطت بالابتسامة، جسدت أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل لغة إنسانية قادرة على مداواة الجراح ومنح معنى جديد للحياة حتى في قلب المأساة.
قصة عبد الرحيم ستظل محفورة في ذاكرة الإسبان والمغاربة على حد سواء، لتذكر الجميع بأن الرياضة تصنع المعجزات، وبأن إنسانيتنا تظل أعظم انتصار. ومن يدري، قد يحقق الشاب الحالم وصية والده، ويتفوق في دراسته، وينال مكانة مرموقة… فالجراح وحدها قادرة على صنع عزيمة تكسر كل الحواجز.