مشرع بلقصيري… عمال النظافة بدون أجور لشهر كامل في ظل صمت يثير الغضب!

مشرع بلقصيري

في وقت يُفترض فيه أن يكون عامل النظافة قدوة في العطاء والالتزام، يعيش عمال شركة SNJH1 بمشرع بلقصيري على وقع أزمة خانقة بعد مرور أكثر من شهر كامل دون التوصل بأجورهم، إذ لازالوا إلى حدود 10 شتنبر محرومين من مستحقاتهم عن شهر غشت، في مشهد صادم يطرح أسئلة محرجة حول غياب المراقبة والمحاسبة.

عمال النظافة، الذين يُؤدون واجبهم يومياً في ظروف صعبة تحت الشمس الحارقة وأكوام النفايات، يجدون أنفسهم اليوم عاجزين عن مواجهة تكاليف الحياة، خصوصاً مع الدخول المدرسي وما يتطلبه من مصاريف إضافية لإدماج الأبناء في مقاعد الدراسة، ناهيك عن أداء الكراء وفواتير الماء والكهرباء، والتطبيب الضروري لأسرهم.

إن خطورة الوضع لا تكمن فقط في تأخر الأجور، بل في تبعاته الاجتماعية والنفسية، حيث تتحول حياة هؤلاء العمال إلى دوامة من الديون والحرمان، في وقت يُفترض أن ينعموا بالاستقرار المادي والمعنوي تقديراً لتضحياتهم اليومية.

هذا الوضع المأساوي يفرض تدخلاً عاجلاً من طرف السلطات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، باعتبار أن الملف لم يعد شأناً مهنياً عادياً، بل قضية اجتماعية وإنسانية تمس كرامة شريحة واسعة من المجتمع. فإلى متى سيبقى عامل النظافة مجرد رقم منسي في حسابات شركات التدبير المفوض؟ ومن يحمي حقوقه في غياب رادع أو آلية صارمة تضمن احترام العقود والالتزامات؟

إنها قضية كرامة قبل أن تكون قضية أجور، قضية تضع كل الجهات المسؤولة أمام اختبار حقيقي: إما حماية هذه الفئة البسيطة التي تسهر على نظافة المدينة، أو تركها تواجه مصيراً غامضاً في ظل الإهمال واللامبالاة.