مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
الحسيمة، المغرب
في لحظة مؤثرة فاقت أبعادها الشخصية، ألقى ناصر الزفزافي كلمة خلال جنازة والده أحمد الزفزافي، أحدثت رجع صدى واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية المغربية. لم تكن الكلمة مجرد وداع إنساني، بل تحولت إلى منبر للوطنية ودعوة صريحة لإغلاق ملف طال أمده، مما فتح نقاشاً حول دلالاتها الرمزية ومستقبل “حراك الريف”.
يرى الكاتب والإعلامي عبد الصمد بنشريف، المدير السابق لقناة الرابعة، أن كلمة الزفزافي جاءت بلغية وعميقة وواضحة وناضجة ومتزنة ومسؤولة، وحملت رسائل صريحة تتسم بـالوطنية العالية ويصعب تأويلها بشكل مغرض. ودعا بنشريف إلى انتصار صوت الحكمة والتعقل، مشدداً على ضرورة اتخاذ الدولة قراراً بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، وفي مقدمتهم الزفزافي نفسه. واعتبر أن مثل هذا القرار سيكون له وقع إيجابي كبير، وسيضمد الكثير من الجراح وينهي معاناة المعتقلين وعائلاتهم.
من جانبه، وصف الإعلامي توفيق بوعشرين الكلمة بأنها رسالة سياسية واضحة تجاوزت حدود الوداع الإنساني. وأكد بوعشرين أن الزفزافي تحدث باسم المغاربة جميعًا، نافيًا أي نزعة انفصالية أو جهوية، ومؤكداً انتماءه للمغرب ككل قبل أن يكون ريفياً. ورأى أن هذه الكلمة أزالت الشبهات التي رافقت الحراك، وشددت على أن الريف جزء لا يتجزأ من المغرب، وأن محاولات الخارج لزرع بذور الانفصال لا أساس لها. بل ذهب الزفزافي أبعد من ذلك، حسب بوعشرين، عندما أعلن استعداده للتضحية بدمه دفاعاً عن الصحراء المغربية، وهو موقف وطني صادق يعكس عمق الانتماء وتحولاً في خطاب الزفزافي بعد سنوات السجن. ورغم قصرها وارتجالها، اعتبر بوعشرين الكلمة أقوى من خطب السياسيين، لأنها صدرت من رجل مفجوع في أبيه وواع بمسؤولية اللحظة، وتمثل بارقة أمل لفتح صفحة جديدة وإغلاق ملف حقوقي طال أمده.
كما أكد الكاتب والإعلامي وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عبد الحميد جماهري، أن كلمة الزفزافي حملت دلالات رمزية عميقة تتجاوز المشهد الإنساني المباشر. واعتبر جماهري أن وداع الزفزافي لوالده وعناقه لوالدته بعد سنوات الحرمان يمثل لحظة تختزل معنى الحرية. ودعا إلى أن تتحول هذه الرمزية إلى “مدخل لإعادة النظر في التعاطي مع ملف حراك الريف”، بما “يفتح أفق الانفراج ويساهم في طي صفحة من الجراح”. وأضاف جماهري أن الزفزافي وجد نفسه يخاطب الناس حراً في فضاء عام، رغم استمرار الحكم القضائي بحقه، مما يضع الملف في “موقع استثنائي يفرض التفكير في مستقبله”. وشدد على أن كلمات الزفزافي تعبر عن وطنية صادقة وترد على رفاقه “الأحكام والتهم الجائرة”، وأن “ما يليق به اليوم هو الحرية، باعتبارها السبيل الأمثل لتجاوز هذا الملف بشكل مسؤول، وتحويل لحظة إنسانية إلى خطوة شجاعة نحو مصالحة أوسع”.
لقد تجاوزت كلمة الزفزافي خلال جنازة والده حدود التعبير عن الحزن الشخصي، لتتحول إلى رسالة جامعة استوقفت الرأي العام الوطني، وأثارت نقاشاً متنامياً حول دلالاتها وأبعادها الرمزية، قراءلت إعلامية تستشرف انفراجا محتملا في ملف حراك الريف