قاوم الإستعمار و دافع عن الوحدة الترابية.. أسرة المقاومة و القوات المسلحة الملكية و قبيلة أيتوسى العريقة يفقدون رجلا كان فخرا و قدوة في الشجاعة و حسن الخلق..الحاج محمد الكرف في ذمة الله..

فجر الأربعاء الثالث و العشرين من نوفمبر 2022 الموافق التاسع و العشرين من ربيع الثاني من عام 1444 رحل عنا أحد رجالات الدولة الأوفياء و جندي من جنود الوطن الأبرار، المغفور له بإذن الله تعالى الحاج محمد ولد الحسين ولد الكرف، الراحل ينتمي إلى أكبر قبائل تكنى بجهة كلميم واد نون، قبيلة أيتوسى فخذ إيمغلاي عرش لونازير، من مواليد ثلاثينيات القرن الماضي بمنطقة آسا التي دأب رحمها على انجاب رجالا حملوا هم استقرار و أمن هذا الوطن و حاربوا لأجل وحدته منهم شهداء و أبطال خطوا تاريخ مجد هذه القبيلة و البلد بدمائهم، فالحاج محمد الكرف كان ضمن صفوف المقاومة ضد الاستعمار قبل التحاقه بجيش التحرير و بعدها خدم بالقوات المسلحة الملكية لسنوات عديدة انتقل فيها بين عدة ثكنات بمختلف مناطق المملكة، قبل إصابته بشظية قديفة سقطت قربه في أكتوبر من عام 1979 أثناء استماته في درء خطر المرتزقة بمعركة تويزكي الشهيرة، حيث عانى بعدها من أثر هذه الإصابة على مستوى رأسه مدة سنتين قبل تدخل جراحي ناجح خلصه من ألم رافقته آثاره إلى حين وفاته، الراحل أب لستة أبناء و أربعة بنات من خيرة المواطنين، حرص الراحل على تربيتهم و تعليمهم، فمنهم نساء و رجال بالتعليم و بالدرك و موظفين و حرفيين، جمعهم البر بوالدهم الذي اعتبروه مثالا يحتذى به و نموذج الرجل دمث الخلق طيب السريرة، بشوش، كريم بيته مفتوح أمام الجميع ، يشهد له الجميع بحسن الجوار و حب ذوي القربى و الحكمة و الكياسة و الإستقامة، كيف لا و هو الإبن البار بوالدته ظللته دعواتها حتى التحاقه بها، اليوم حقا تفقد قبائل تكنى خاصة و المغرب عامة جندي محارب و معطوب حرب قدم الكثير لبلده و لقبيلته و أسرته، رحم الله الراحل و ألهم ذويه الصبر و السلوان و جعله في العليين رفقة النبيئين و الشهداء و الصديقين و حسن أولئك رفيقا و إنا لله و إنا إليه راجعون..