Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

رأي في حكومة عزيز أخنوش… قبل المائة يوم الأولى بقلم د. وصفي بوعزاتي

قد يظهر للمتتبع العادي، أن التشكيلة الحكومية التي اقترحها رئيس الحكومة المعين عزيز أخنوش بمعية الأمينين العامين لأحزاب الإئتلاف الحكومي، على أنها حكومة كفاءات بسير ذاتية جيدة على العموم، و على أن الوزراء المختارون لتدبير الشأن العام للسنوات الخمس القادمة في يدهم مفاتيح أو لنقل وصفات مبتكرة للجواب على مجمل التحديات الداخلية و الخارجية لبلادنا …

و لكن المتتبع الدقيق للشأن العام و كذا الفاعل السياسي، قد يرى في عزيز أخنوش، رجل الأعمال و رئيس مجموعة اقتصادية مهمة بالبلد، أنه اختار المنطق المقاولاتي الصرف، بعيدا عن السياسة، في اختياره للبروفايلات المستوزرة… إذ يقول الكثيرون من متتبعي الشأن العام، أن عزيز أخنوش اختار مدراء عامون لتسيير الوزارات بدلا من رجال السياسة.

إذا ما تعمقنا في الأمور أكثر، نجد بأن الحكومة الحالية شبيهة بمؤسسة أو مقاولة كبيرة اختير لها (في تقدير رئيسها) مدراء عامون بأجندة و برنامج محدد زمنيا، و لا يدع لهم أي هامش للإبداع السياسي … قد يكون التقدير من ناحية الشكل صائبا، نظرا للضرفية الصعبة جراء الوباء و نظرا كذلك للتحديات التي تقبل عليها بلادنا في السنوات المقبلة… و أنه من ناحية التوازنات الماكرواقتصادية قد تنجح الوصفة.
أما من ناحية المضمون (البعد السياسي للحكومة)، و هنا يمكن استخلاص مجموعة من النقاط (قد يعتبرها البعض جزئيات)…
— الأولى، ماذا يعني صباغة ثلثي وزراء الحكومة بألوان الأحزاب المشكلة للحكومة. طبعا هذا ليس تنقيصا من كفاءة هؤلاء الوزراء و لا حجرا على الأحزاب التي قبلت بصباغتها بألوانها الحزبية … و إنما هي صورة سيئة جدا تقدمها هذه الأحزاب للرأي العام الداخلي و الخارجي. و إعلان صريح على موت ما تبقى من السياسة. و هو كذلك قتل معنوي للكفاءات التي اختارت الانخراط و النضال و التدرج من داخل شيء اسمه الأحزاب السياسية. و هو أيضا رسالة للجميع على أن السياسة تُدار خارج المؤسسات الحزبية و ليس من داخلها مما يُنَفر الشباب من السياسة و يقتل الأمل و الطموح في العمل السياسي ككل.
— ثانيا، ظهور مفهوم جديد للإستوزار مع حكومة عزيز أخنوش… لا يهم أن تكون سياسيا أو عارفا بالشأن العام و ليس بالضرورة أن تكون كفاءة تكونت داخل حزب معين و تدرجت و راكمت ما يكفي لفهم التحديات كاملة بعلاقتها بالأجوبة السياسية. و لا يهم كذلك خرق أهم فصول الدستور ، ربط المسؤولية بالمحاسبة … التقنوقراط حتى و إن صبغته بلون حزبي، لن يحاسبه أحد و إن أخطأ التقدير… يضع المفاتيح و يغادر، لا غير.

إنه من الصعب علي فهم و استيعاب مثل هذه الأمور، ماذا نريد فعلا؟ و بأية طريقة ؟و بأية تكلفة ؟

أتمنى أن تنجح الوصفة رغم خلوها من روح السياسة … يتبع.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...