Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

بنسليمان : الأزبال تغرق المدينة والعامل سمير اليزيدي يطبق السكوت من علامات الرضى

توفيق مباشر

تعيش مدينة بنسليمان في الآونة الأخيرة على وقع كارثة بيئية حقيقية، جراء الانتشار الواسع للنفايات بأغلب شوارع وأزقة المدينة، خصوصا في محيط ما تبقى من حاويات أزبال الشركة

هذا، وتحولت العديد من المواقع الحيوية بشوارع القلب الناظم لمدينة بنسليمان إلى مشاهد مأساوية يتوفر آخر خبر على صور شمسية توثق لها، بسبب الأزبال المتراكمة والمتناثرة في كل مكان وما يرافقها من الروائح التي تزكم أُنوف سكان وزوار عاصمة الخضراء، فضلا عما يقع في الشوارع الصغرى والأحياء الهامشية.

لقد تغير كل شيء على هذه الرقعة الجغرافية حتى أصبحنا نسائل ضمائرنا عن سبب البقاء عليها و نحن غرباء،ممنوعين من التعبير عن أرائنا، من الجهر بمواقفنا، من الحديث عن قضايا تشغل بالنا.

لنا الحق فقط في متابعة مباراة من فصيلة “هدوه..ردوه” على شاكلة تلك التي جمعت بين منتخبي السعودية و ألمانيا بكأس العالم سنة 2002، فواقعنا اليوم كمنتخب السعودية التي تملك من الأموال ما لا يعد ولا يحصى وأستقبلت ثمانية أهداف من ألمانيا التي تعمل فقط وتعي جيدا بأن المال بدون حكمة ولا عقل لا خير يرجى منه.

يوما بعد يوم ندفع ضريبة حروب من دمائنا و لا ذنب و لا دخل لنا فيها سوى أن نخبة مسؤولينا تركت المهم و راحت أدراج الرياح و الزوابع و تركت ساكنة بأكملها تصارع واقع مرير نحن في غنى عنه، عوض الالتحام و الإتحاد، فمتى يعي كبار قومنا بأن في الإتحاد قوة؟ وأننا اليوم لا تنقصنا سوى تلك القوة لتغيير الواقع الذي يدمي القلوب.

أكتب اليوم ليس جلدا للذات، وإنما لضرورة الجلوس كمسؤولين و مثقفين و نخبة تحلم بواقع مغاير مع ضمائرنا و تغليب كفة العقل على العواطف و المصالح،عوض ترك المهم و الذهاب في طريق النفق المسدود و التضحية بمصير أجيال نصفها راح ضحية الهروب من هذا الواقع، سواء على قوارب الموت أو تحت تأثير المخدرات.

في هذا الصدد، لاحت في الأفق من جديد أزمة أخرى لا تقل أهمية عما سلف ذكره، تلك المتعلقة باختفاء حاويات الأزبال وظهور مطارح صغيرة بجنيات الأحياء وبعض المواقع في قلب مدينة بنسليمان، تبقى بها النفايات لمدد طويلة مرمية في الفضاء العام.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...