مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
إعداد / د. تغاريد محمد الفواز
مركز الأفق الدمشقي للإعلام – حزيران 2025م
مقدمة
في لحظة مفصلية، تغيّرت معادلات الردع في الشرق الأوسط: استهدفت أمريكا منشأة فوردو الإيرانية في ضربة وُصفت بالأكثر جرأة منذ عقدين، وضربت بذلك أحد أكثر المواقع النووية تحصينًا في العالم.
اليوم، ومع تصاعد التهديدات الإيرانية بالرد، تتجه الأنظار إلى مفاعل ديمونا النووي – القلب السري للترسانة النووية الإسرائيلية، والموقع الذي ظل لعقود “خارج النقاش”.
فهل بات ديمونا هدفًا مشروعًا لإيران؟ وماذا يعني ذلك للمنطقة؟
أولًا: ديمونا… حيث يُصنع الغموض
الاسم الرسمي: مركز شمعون بيريز للأبحاث النووية
الموقع: جنوب شرق ديمونا – صحراء النقب
الإنشاء: بدعم فرنسي في الخمسينيات
الرقابة: لا يخضع لأي إشراف دولي
الوظيفة: يُعتقد أنه ينتج البلوتونيوم لصناعة رؤوس نووية (ما بين 100 – 200 رأس وفق تقديرات استخباراتية)
لم تُقرّ إسرائيل رسميًا بامتلاكها لسلاح نووي، لكنها لم تنفه، واختارت ما تسميه “سياسة الغموض البنّاء” – وهو غموضٌ بات اليوم تحت المجهر.
ثانيًا: ضربة فوردو… وارتداداتها على ديمونا
فوردو كانت محصنة تحت الأرض، محمية بمنظومة دفاع جوي، محاطة بجبل، ومع ذلك تم اختراقها.
إيران تعتبر الضربة إعلان حرب، وهدّدت بالرد “بما يوازي خطورة الهجوم”.
من بين خيارات الرد التي يتداولها المحللون: ضرب منشآت استراتيجية داخل إسرائيل، على رأسها مفاعل ديمونا.
ثالثًا: لماذا ديمونا هو الهدف الأكثر حساسية؟
1. رمزية استراتيجية: ضرب ديمونا يُعد ضربة في عمق “الردع الإسرائيلي”، وكسر للغموض النووي المحصن.
2. تهديد بيئي وعسكري: انفجار أو تسرب في ديمونا سيكون بمثابة “تشيرنوبل الشرق الأوسط”.
3. أثر نفسي: مجرد استهدافه – حتى إن لم يُدمَّر – يُزعزع ثقة الداخل الإسرائيلي ويكشف هشاشة التوازن الحالي.
رابعًا: ماذا لو ضُرب ديمونا؟
سيناريو محتمل
1. كارثة إشعاعية إقليمية:
الأردن (خاصة الجنوب)، الضفة الغربية، النقب، وأجزاء من سيناء ستتأثر مباشرة.
الرياح قد تحمل الغبار المشع إلى مناطق واسعة.
2. رد إسرائيلي غير تقليدي:
قد تلجأ إسرائيل إلى تنفيذ “ضربة نووية تكتيكية” تحت ذريعة الردع.
تنفيذ مبدأ “شمشون”: استخدام القوة القصوى في حال تهديد وجودي.
3. انفجار إقليمي:
فتح كل الجبهات: حزب الله في الشمال، حماس، الجهاد، الحوثيون، وربما الحشد الشعبي.
انهيار أمني، موجات نزوح، تضرر التجارة والطاقة، خطر انهيار دول.
خامسًا: الدول المهددة من تسرب أو تصعيد
الدولة الخطر المتوقع
الأردن تسرب إشعاعي على المدن الجنوبية والمياه الجوفية
فلسطين (الضفة وغزة) تلوث بيئي، أزمة إنسانية، وانكشاف صحي كبير
مصر (سيناء) احتمال انتقال الإشعاع مع الرياح
لبنان وسوريا ساحات الرد أو الرد المضاد
العراق والخليج ساحة خلفية للرد الإيراني والضربات الجوية
تركيا والبحر المتوسط انكشاف أمني في حال توسعت الحرب شمالًا
سادسًا: هل إسرائيل مستعدة؟
تحصينات ديمونا دفاعية وليست حصينة مثل فوردو.
منظومات القبة الحديدية وسهم 3 فعالة ضد صواريخ باليستية، لكنها قد تعجز أمام صواريخ كروز منخفضة الطيران.
التجربة في فوردو تُثبت أن لا موقع بمنأى عن الضرب.
سابعًا: ما بعد الغموض… الحاجة إلى شفافية نووية
إن ضرب فوردو وتهديد ديمونا أعادا النقاش إلى جوهره:
لماذا يُسمح لإسرائيل بامتلاك ترسانة نووية غير معلنة؟
ولماذا تُدان دول مثل إيران أو غيرها حين تطالب بالتوازن؟
إن ازدواجية المعايير النووية هي ما فجّر هذا التصعيد، وقد لا يوقفه إلا نظام إقليمي جديد يفرض نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط بكافة أطرافه.
خاتمة
اليوم، ديمونا لم يعد موقعًا محصنًا بالغموض.
إنه في قلب العاصفة، بعد أن اهتزت قواعد اللعبة من فوردو إلى النقب.
الخطر لم يعد نظريًا. والردع لم يعد مضمونًا.
الشرق الأوسط على حافة سيناريوهات لا مكان فيها للتهرّب، ولا وقت فيها للصمت.
الشفافية أو الانفجار… هذا هو العنوان القادم.
إعداد: د. تغاريد محمد الفواز
مركز الأفق الدمشقي للإعلام – 2025م
#ضربة_فوردو #مفاعل_ديمونا #إسرائيل_النووية #تحليل_إعلامي #الغموض_النووي #الرد_الإيراني #وعي_استراتيجي
