الأمير مولاي الحسن يترأس افتتاح كأس إفريقيا 2025 في حدث يتجاوز البعد الرياض

الرباط / آخر خبر

يترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مساء اليوم الأحد 21 دجنبر 2025، حفل افتتاح بطولة كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، التي يحتضنها المغرب إلى غاية يناير المقبل، في لحظة تتجاوز بعدها الرياضي لتكتسب دلالات رمزية وثقافية وسيادية متعددة.

ويقام حفل الافتتاح بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ابتداء من الساعة السادسة والنصف مساء، إيذانا بانطلاق أكبر تظاهرة كروية على مستوى القارة الإفريقية، وسط متابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، إقليميا وقاريا.

وترؤس ولي العهد لهذا الحدث لا يندرج فقط في إطار البروتوكول الرسمي، بل يعكس رهان الدولة المغربية على الرياضة بوصفها رافعة استراتيجية للدبلوماسية الناعمة، وأداة لتعزيز الحضور المغربي داخل الفضاء الإفريقي، سياسيا وثقافيا وتنمويا. فاختيار المغرب لاحتضان “كان 2025” لم يكن مجرد تتويج لقدرات تنظيمية، بل تعبير عن موقع متقدم راكمه البلد داخل القارة خلال السنوات الأخيرة.

ومن المنتظر أن يشهد حفل الافتتاح عروضا فنية وغنائية ضخمة، تستلهم التراث المغربي في تنوعه الأمازيغي والعربي والحساني والإفريقي، وتدمجه في لوحة فنية حديثة تعكس التقاء الأصالة بالمعاصرة. وهي رسالة واضحة مفادها أن الرياضة، في بعدها الاحتفالي، ليست معزولة عن الثقافة والهوية، بل تشكل امتدادا لها.

وسيحيي الحفل عدد من الفنانين المغاربة والأجانب، من بينهم أسماء عالمية معروفة، في حضور شخصيات رسمية ورياضية وإعلامية من داخل المغرب وخارجه، ما يمنح التظاهرة بعدا دوليا يتجاوز حدود المنافسة الكروية.

وعلى المستوى الرياضي، ينتظر أن تعقب مراسم الافتتاح المباراة الافتتاحية التي ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره منتخب جزر القمر، في لقاء يراهن عليه لإعطاء دفعة معنوية مبكرة لـ”أسود الأطلس” في مشوار البطولة، وسط تطلعات جماهيرية كبيرة بعد الإنجازات القارية والعالمية الأخيرة.

وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد أكدت، في بلاغ رسمي، أن الحفل سينطلق في توقيته المحدد قبل صافرة بداية المباراة، في إطار برنامج تنظيمي محكم يعكس الاستعدادات اللوجستية والبشرية التي وضعتها المملكة لإنجاح هذا الحدث القاري.

وبين الاحتفال والرمزية، وبين الرياضة والسياسة الناعمة، يشكل افتتاح كأس إفريقيا 2025 لحظة اختبار جديدة لقدرة المغرب على تقديم نموذج تنظيمـي وثقافي يعكس طموحه القاري، ويؤكد أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل لغة تأثير، وواجهة سيادية، ومنصة لتموقع استراتيجي في إفريقيا المتحولة.