Afterheaderads-desktop

Afterheaderads-desktop

Afterheader-mobile

Afterheader-mobile

“إلى قالها لينا ميارة!” الرجل الذي يحلم بأن يكون “زورو” حزب الاستقلال

المنتصر بالله الإدريسي

بعد الإعلان عن تاريخ انعقاد المجلس الوطني لحزب الاستقلال خرجت بعض المنابر تقول بأن النعم ميارة (الذي أحس بالإقصاء من المفاوضات بين التيارين الكبيرين داخل حزب الميزان) بأنه هو “مهندس التصالح”. حين لم يكترث أحد بهذه النكتة السياسية “الحامْضة”، دفع ميارة، غريمه في اللجنة التنفيذية محمد سعود للتأثير على أشرف أبرون للترشح لرئاسة اللجنة التحضيرية. وكانت الخطة هي أن ذلك سيخلق توترا داخل القاعة لأن مرشح اللجنة التنفيذية هو عبد الجبار الراشدي، ليتدخل بعدها ميارة ويطلب من أبرون أن يسحب ترشيحه ويصبح ميارة “منقذا” للمجلس الوطني من السقوط في حالة غليان. الدليل هو أن البعض سمعوا أبرون يصرخ أن الشخص الوحيد الذي سيثنيه عن تشبته بالترشح (رغم فوات الأوان) هو ميارة. ميارة القائد المنقذ المغوار. ولأن أبرون قدم ترشيحه بعد تصويت القاعة على عبد الحبار الراشيدي، فشلت هذه الخطة المفبركة على نمط أفلام زورو الكاليفورنية.

بعدها جاءت حادثة صفعة يوسف ابطوي المحسوب على سعود وميارة لبرلماني من تطوان. هذه كانت خطة مدبرة كذلك و هدفها كان الوصول إلى حالة من العراك والصراع وصنف جديد من الضرب والتراشق ليتدخل بعده “ميارة” على صهوة جواده ليصلح ذات البَيْن، ويرجع المجلس الوطني للالتئام ويصفق الكل لميارة الذي أبان عن حنكة وقدرة على القيادة والريادة.

ولكن هذا لم يحدث. بعدها دفع سعود وميارة أبرون إلى اللجوء إلى المحاكم. وينتظرون أو يتوهمون أن تتدخل جهات معينة لتفاوضهم وتطلب منهم ثني أبرون عن التمادي في محاكمة الحزب، متشبثين بشعار “إلا قالها ليا ميارة”، وللأسف لم هذا بعد ولم تتدخل الجهة التي ينتظرون أن تتدخل!

في خضم كل ذلك تأتي قضية نور الدين مضيان ورفيعة المنصوري. استغلوا سيدة امرأة للاختباء وراءها لضرب الخصوم، وقد فعلها ميارة من قبل عندما جاء بنساء موريتانيات ليدافعن عنه في قضية هدايا العرس الشهيرة، واللواتي هددن الصحافة المغربية برفع دعاوى ضدهم فيما عرف اعلاميا بعبدات العرس. بعد ذلك تطورت القضية رفيعة/ مضيات وبعدما اقتربت الأمور من الحل تدخل من يريد أن يحدث الفوضى أو يشرحوا له نصيبه في اتفاق نزار ولد الرشيد، ل”تكبير” القضية و الدفع برفيعة المنصوري إلى الذهاب أمام المحاكم، و إقدام “سعود على عقد اجتماع عاجل للفريق الاستقلالي بطنجة تطوان ل”تجميد” عضوية مضيان في الفريق الاستقلالي لجهة تطوان-طنجة. وقد تم الاتصال من مقربين من سعود وميارة بأحد النافذين داخل الحزب ليقول له بالحرف الواحد: “إن الوحيد الذي يمكن له حل هذا المشكل هو ميارة”، وكأني بالنعم رئيس مجلس المستشارين يريد أن ينقلب على أصهاره، الذين تمسكوا بكلمة الشرف التي بينهم وبين نزار وحاولوا رص الصف وجمع الشمل على كلمة سةاء تنفع الحزب ككل بدون أي حسابات شخصية.

هكذا اتضح لجميع الاستقلاليين أن كل هذه البهلوانيات والفيديوهات والتسجيلات والاجتماعات والتقاطعات ليست سوى آخر طلقات “بارود شرف”، أي تلك التي يطلقها المحارب الذي يهرب من المواجهة فيهرول رافعا بندقيته لاطلاق نار عشوائي ظنا منه أنه سيرهب القوة التي تزحف عليه، وظنا منه أنها بندقية وبارود حار وسخن قد يحرق الخيمة!

هكذا أصبح المهاجمون بدون أي خلق خلال شهر رمضان وبدون أي شجاعة حيث وضعوا امرأة في مقدمتهم، فصاروا بمثابة طرف فقد كل شيء ويعمل ما في جهده ليكون لميارة حضور في المؤتمر.

إن “زورو” حزب الاستقلال يتألم من الشوق في أن تسطع عليه الأضواء محاربا، مقاتلا، قائدا، لا يأبه بالصعاب والفيافي والقفار مدافعا عن الحزب ووحدته.

منطق الهدم من أجل البناء هذا لم ينْطوِ على الاستقلاليين الذين هم في غمرة الاستعداد للمؤتمر كخلايا النحل ولا يأبهون لمن يصطاد في الماء العكر، ولا من يريد تمثيل أفلام “زورو” ويغرد خارج السرب. الله يرد بيهم.


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...