مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
مدير النشر
سعيد بندردكة
للتواصل هاتفيا
+212661491292
الثابت و الفاكس
+212537375252
الإيميل
[email protected]
إيجوكاك،أغمات،وأوريكة،ثالوث الجمال الذي تأنق فيه الشعر،وحلقت روحه منتشية بعبق الأمكنة والأزمنة،فانبثق الجمال من الجمال في أرض إيجوكاك ،وفاض السحر من السحر في قلب اغمات،وتعطرت مبانيه ومعانيه بشذا رياحين وزهور الحديقة العطرية الحيوية، مساء الجمعة 28 من يوليوز 2023 ضواحي أوريكة الساحرة،حيث الخضرة تطل على كل الأماكن، وحيث النضارة تنطق من قلب البساتين والجنائن.
هناك في الحديقة العطرية الحيوية، وعلى ارض معشوشبة خضراء، فاضت روح الشعر دفاقة بالبهاء والصفاء، وكان لدار الشعر هناك حديث آخر، لأبجدية أطلقت العنان للتحليق في عالم آسر،عالم حدائق الأبجدية بكل تلويناتها وزخرفها الذي ينبض بالحب والشوق،ويعلن للكون أن المجد للشعر النابع من فيض المحبة،والمتدفق من عيون الجمال العذب الذي يغني للحياة لحن الخلود بمقامات الفرح والانجذاب،فكان السمو،وكان الفيض،وكان الدفق الذي أحيى النفوس،وأنعش الأرواح في لحظة لايمكن الانفلات منها،أو الالتفات إلى غيرها بعد دفق الموسيقى التي انسابت طائعة طيعة تحت أنامل الموسيقي رشيد محسيم وهو يعزف على آلة الأورغ مقاطع موسيقية تغازل برفق هدوء المكان ووداعته،يرافقها صوت طروب متموج للفنانة نزهة بلحو وهو يشق الفضاء بأغان خالدة لكبار المطربات والمطربين في المغرب والعالم العربي.
انتشى المكان ب ( نسم علينا الهوى،جادك الغيث،ياموجة غني،لاموني اللي غاروا مني…)،،وتقديم ذكي للشاعر عبد الحق ميفراني، قائد السفينة وقبطانها بمهارة واحترافية عالية نحو شاطئ الإثارة والانبهار.
هناك،وفي حدائق الأبجدية تمتع الجمهور الحاضر من كل الأعمار بلغة الشعر، واستمتع بالموسيقى، واستأنس بالصوت الشجي الجميل الذي خلق توليفة جميلة مع شدو الطيور التي تجمعت فوق الأشجار الوارفة،والسنديان الباسق،كأنها تشارك دار الشعر لحظتها الجمالية في جو طبيعي معطر برائحة الأعشاب العطرية التي تنقلها ريح خفيفة بين الفينة والأخرى من مكان إلى آخر،وكانت رائحة الزعتر وزهر الجلنار،ورائحة النعناع والخزامى فواحة تنعش الروح،وتعطر القلوب في انسجام تام وواضح مع عبق الشعر المتلألئ بقوة تحت سماء غابت نجومها لتترك المكان لنجوم الشعر التي التمعت فوق أرض أوريكة،وسطع بريقها بين السماء والأرض في امتداد أرادته دار الشعر ان بكون بلغة اخرى.
هذا الامتداد الذي تفجر في الموسم السادس لدار الشعر، بإصدارات شعرية ونقدية ضمن منشورات دائرة الثقافة بالشارقة،وبإبداعات لشعراء يبحرون باللغة في عوالم مختلفة، تدفقت ب ( فيض المحبة) للشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين،التي أبحرت في عوالم الخليل بن أحمد الفراهيدي،عبر أشرعة صور فنية تذوب معها الكلمات ضمن همس خفيف استعذبته الآذان وانتشت به المهج والقلوب، وسافرت ( أقدام على الحافة) للشاعر مصطفى ملح نحو الحياة ( لولادة القصيدة التي لم أكتب…/ …أخلع ريشي كله وأكتب ) ،ويجيء الشاعر عبد اللطيف السخيري محملا بالدهشة بعد ست سنوات من الكتابة،ليثير فينا الاستغراب، ويوقظ مكامن الدهشة في عنوان استفهامي مدهش( او يورق الصدى..والصدأ) من غير علامة استفهام ،وكأن العنوان مفتوح على الامتداد وبلا نهاية،فظمأ السؤال كما يقول السخيري ( خريطتي العمياء في ليل الظمإ)،وتلوح إشارة عميقة المعنى في ( ترنيمتان للصحراء) للشاعر حمزة ابن، إلى إحساس داخلي يحمل فلسفة الموت والحياة، ضمن إهداء صارخ يقول فيه:( إلى كل من مروا…وتركوا وردة في الباب وعطرا في الذاكرة، وإلي ولدت ويوم أموت).
أغلقت حدائق الأبجدية حروفها بعد حكايات جميلة، وبقيت الوردة في الباب تستقبل الآتي من عشاق الشعر،واستقر العطر في الذاكرة يذكر الزمن الذي مر بأن الأشياء الجميلة تبقى حية لاتذبل ولاتموت،…